أعتقدُ وقد يشاركُني الرأي بعض من الناس إن من أصعب الأمور التي يتحدث بها الفرد هي مسألة تجري في بلدٍ غير بلده والأصعب حين يكون الأمر متعلقاً بالمذهب والطائفة وتأتي أنت وتقف بالضد منها . وهنا أتمنى أن أوضحَ عدة أمور استدعتني للوقوف عندها : أولا : أقفُ جملة وتفصيلا ضد تنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخ النمر وقد ذكرتُ ذلك سابقا بمقالات وبيانات متعددة . ثانيا : حسب المُعطيات ستأخذ هذه الحادثة جانباً طائفياً صرفاً وحتى إذا اعترض أحد من أهل السنة ستُوجه له انتقادات صادمة . ثالثا: التحرك من قِبل الدول والحكومات والمؤسسات الدينية والثقافية والفكرية لم يكن فاعلا ومؤثرا وبالمستوى المطلوب ما أدى لإعدام الشيخ النمر . رابعا: هذه الحادثة سيستغلُها ضعاف النفوس بهدف توسيع الشرخ الطائفي بين المجتمعات وهذا ديدن الطائفيين الذين ينتظرون هكذا أحداث فاجعة . خامسا : لكل دولة في العالم لها قوانين وشرائع والسعودية مثلها مثل بقية الدول وكُنَّا نتمنى من الحكومة السعودية أن تتريثَ في الأمر لأنه سيأخذ مديات خطيرة ومعقدة وسوف تترتبُ عليها نتائج سلبية ذكرتُها آنفا . سادسا : يبقى العراق اُنموذجاً نستطيع أن نقفَ عنده بتأمل لا أقولُ أكثر من ذلك فهناك من المشايخ والمعممين مَن أفتى بقتل الجيش والشرطة العراقيين ومنهم من دعا إلى التمرُد على النظام السياسي ولا يزالون طُلقاء سواء في بغداد أو كوردستان أو بلدان أُخرى والحجة التي تتذرع بها الحكومات المتعاقبة من عدم إنزال العقوبة في هذه الشخصيات أنه يُثير حساسية الآخر ونحن نريد أن نلملمَ الجرح !!! . سابعا : أرجو أن لانخلط بين ميليشيات مسلحة وتنظيم داعش اللذان يقتلان علماء الدين وبين نظام حكومة لها قوانين وتصدر أحكاماً وتنفذ حتى لايخرج أحدهم ليقول لقد قتل من علمائنا السنة المئات !! أقول أنا أتحدثُ في سياق الرسميات والإجراءات الحكومية يعني عالم كبير تنفذ به الحكومة السعودية حكماً بالإعدام وهو أمر يختلف عن قتل العلماء على يد ميليشيات وتنظيمات مسلحة لأنهم حرضوا أو ساهموا بقتل الناس . ثامنا : قبل أيام قرأتُ خبراً سوف أضع رابطه هنا مفاده أن مفتي أهلُ السنة يقول إن ملك السعودية أعفى عن الشيخ النمر بواسطة ومساع منه وهذا يحتاج إلى كلام: "أولا " إلى الآن ليس عندنا في العراق مفتياً رسمياً وإنما المفتي في العُرف السني يُعين من قبل ولي الأمر حصراً وهذا لم يحدث إلى هذه اللحظة التي أتحدثُ بها " ثانيا" إذا كان العفو قد صدر من الملك وأعلن عنه المفتي فسؤالي هل جاء الخبر للمفتي عن طريق وزارة الخارجية ؟ وهذا هو الطريق الوحيد في التواصل بين المُفتين الرسميين وبين المسؤولين في دول العالم ، أم أن الإتصال جاء مباشراً للمفتي بحكم علاقاته مع شخصيات سعودية سلفية وسواء بالأمر الأول أو الثاني فهذا نقض للعهد وأن حسن العهد من الإيمان ومقتل النمر بعد الإعفاء عنه نقض لخلق الإيمان "ثالثا "إن المفتي لم يكن متاكدا من خبر الإعفاء ووصل إليه عن طريق أطراف ليس لهم وزن عند المملكة العربية السعودية وحين قرأتُ الخبر قلتُ بوقتها هذا أمر غير دقيق ولابد أن لانستعجل الأمور وخاصة في مثل هذه القضايا الحساسة http://www.qanon302.net/news/2015/11/30/75972
تاسعا : الآن الواقعة وقعت وأُعدم الشيخ النمر لذلك أطلبُ من الإخوة أن يَرجعوا إلى مواقفي المُحذرة من إعدام النمر لكن أقولُ كلمة صريحة لكل شبابنا في العالم الإسلامي إياكم وإيانا أن نستغلَ ذلك في شتم بعضنا بعضاً وسب بعضنا بعضاً لأنه إن حدث هذا ووقعت فتنة كبيرة فقد طبقنا ما أراده أشرار الأمة.... الرحمة والغفران للشيخ النمر وأحر وخالص التعازي لأسرته وهو الآن بين يدي ربه يفصل بيننا يوم القيامة .
|