كلما قدم على البشر عام جديد فرحوا به والكثير منهم يعلق على العام الجديد امنيات وآمال قد تصل الى حد الاحلام متصوراً بأن الزمن كفيل بتحقيق ذلك. نعم هي اماني قد تتحقق وقد لاتتحقق على مستوى الفرد والجماعة وهما لاينفصلان.
عام ٢٠١٦ لايختلف كثيراً وقد يتم التنبوأ فيه باحداث سواء بشكل تحليلي اعتماداً على الاحداث الجارية او بشكل ميتافيزيقي تنجيمي. لاشك ان هناك احداث كثيرة ستحدث ولكن لا احد يستطيع ان يتنبأ بها باي شكل من الاشكال سوى احتمالات ممكنه وغير ممكنه.
بالنسبة للعراق فان الوضع معقد جداً بكل احواله وحتى لو تحررت الموصل فسوف لن يكون ذلك نهاية المطاف بل قد يكون بداية للدخول في اتون مشاكل اخرى. والسبب في ذلك يعود الى الطائفية التي لاتريد الاطراف السياسية وحتى الدينية نسيانها وايجاد الحلول لها. خاصة ان بعض الاطراف الاقليمية والدولية تجد لها فرصة سانحة للتدخل بالشأن العراقي بشكل مباشر من خلال محاكاة هذا الامر الخطير.. ومما يزيد الامر صعوبة هو غياب الوازع الوطني العراقي واستبداله بالوازع الطائفي بكل اطيافه ناهيك عن الوازع الشخصي والعشائري وحتى الاسري. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان الفساد المستشري والمبني على الاسس السابقة والمحاصصة السياسية الطائفية التي لاتهتم لمبدأ (الشخص المناسب في المكان المناسب) على الاطلاق هي وحدها كفيلة لجعل ليس عام ٢٠١٦ عاماً آخر يضاف للمعاناة العراقية بل كل الاعوام مادامت تلك الاسباب موجودة في ارض الواقع.
هناك استحقاقات فرضتها الضروف التي مر بها العراق في عام ٢٠١٥ وما سبقه ومن اهم هذه الاستحقاقات هو الدماء والتضحيات والشهداء الذين قدموا انفسهم او صاروا معاقين من جراء حرب تحرير المدن ذات الغالبية السنية في غرب وشمال العراق. هذه الاستحقاقات لايمكن التغاضي عنها ولا يمكن اهمالها لانها ارواح ودماء سالت وتعد بالالاف وليس المئات من ابناء الحشد الشعبي واهل الجنوب والوسط ولازالت تدفع على طريق الشهادة. اذ يمكن للانسان ان يتغاضى عن امور كثيرة الا التضحيات والدماء والنفوس فثمنها غالي والاستهانة بها او استهجانها يعد من الخيانة العظمى للبلد. وقد سمعنا اصوات نشاز مصابة بتلوث ومرض العنصرية تصف الحشد الشعبي بعدم النضيف في حربه فهذه الاصوات لامحالة ساقطة ومدانة حتى من مكونها الخاص وهي لاتفهم هذا الاستحقاق الذي ذكرناه وهو واقع واضح كوضوح الشمس.
اخيراً عام ٢٠١٥ كان المفروض يكون بداية للاصلاح والقضاء على الفساد واصلاح المنضومة السياسية وابعاد الفاسدين والغاء المحاصصة الطائفية واعداد وزارة تعتمد الكفاءة والنزاهة واصلاح القضاء ولكن لم يحدث اي شيء من ذلك وما تم تحقيقه ما هو الا شعارات لاتغني ولاتسمن من جوع. اذن يبقى الاصلاح من ضمن استحقاقات العام الجديد ويعتبر عام ٢٠١٦ من هذه الناحية استمرار للفشل الاداري الحكومي والبرلماني والكتل السياسية كلها …
|