ارتباكا رهيب في صفحات أنصار المالكي على فيسبوك بسبب ملف الاجتثاث

 

 

 

 

 

العراق تايمز: انقلب عدد كبير من مؤيدي رئيس الوزراء نوري المالكي، عليه معلنين "الحرب الالكترونية" ضده عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد قراره بإعادة أعضاء سابقين في حزب البعث الى الحياة السياسية، وإعطاء حقوق تقاعدية لـ"فدائيي صدام"، فيما طالب آخرون المالكي بتأمين "طلبات الهجرة الى دول أوربية" لجمهوره لان "البعثيين قادمون وسينتقمون"، وطالبه آخرون (بسخرية) ان يعتذر من إعدام صدام.
ووصف ناشطون في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" رئيس الحكومة بـ"رجل الكرسي" وقالوا إن حزبه بات "حزب الدعوة العربي الاشتراكي".
العديد من الناشطين البارزين على فيسبوك والذين عرفوا بتأييدهم المطلق لقرارات رئيس الوزراء عبر صفحات متخصصة لدعم المالكي، غيروا مواقفهم واتهموه "بالمساومة على دماء ضحايا صدام".
وكان مجلس الوزراء قرر ضمان الحقوق التقاعدية لفدائيي ‏صدام وإجراء تعديلات على قانون المساءلة والعدالة بما يسمح أيضا لأعضاء الفرق في حزب ‏البعث المنحل بتولي المناصب الحكومية.‏
هذه القرارات سببت "صدمة" كما يبدو من تعليقات بعض المناصرين للمالكي في الصفحات المختصة لدعم رئيس الوزراء عبر "فيسبوك"، وتزايدت صفحات "انصار المالكي" على فيسبوك بعد انطلاق الاحتجاجات في المناطق الشمالية والغربية ضد سياسة الحكومة منذ كانون الأول الماضي.
وتنتشر العديد من الصفحات المؤيدة لرئيس الحكومة على "فيسبوك" بينها "انصار المالكي" ، "سأخرج لنصرة المالكي"، "أفضل رئيس للعراق"، وعلى رغم ان الحكومة نفت في بيان قبل شهور امتلاكها لأي موقع رسمي في فيسبوك واكدت ان الصفحات الموجودة غير رسمية، الا ان الاغلبية تشكك في صحة ذلك بسبب الإمكانات التي تتمتع بها هذه الصفحات من الاعلانات المدفوعة على فيسبوك والمواظبة على نشر اخبار المالكي أولاً بأول وتسبق في بعض الأحيان الوكالات الإخبارية.
ورغم اعتراض المشاركين الدائمين في تلك الصفحات على سياسة المالكي الاخيرة الا ان بعض الصفحات مازالت تحاول تبرير موقفه، فيما فضلت صفحات أخرى الصمت وتجاهلت الموضوع واستمرت بنشر صور وتعليقات مؤيدة لرئيس الوزراء.
وفي صفحة انصار المالكي على "فيسبوك" يقول سامر علي، تعليقا على قرار رئيس الوزراء ان "المالكي خسر كل أتباعه السياسيين وتقريبا كل مناصريه"، واصفا ما تبقى له من مؤيدين بـ"الممسوخين الذين يشبهون المطبلين لصدام".
اما عبد المنعم وعلى الصفحة نفسها فيقول "أحلى ما بحزب الدعوة انه يقول: تأسسنا بفكر الشهيد الصدر وبنت الهدى"، متسائلا "كيف إذن يكافئ من قتل السادة"؟، فيما تحاول بعض الصفحات المساندة لرئيس الوزراء ان تعطي تبريرات بان ما قام به المالكي "فهم بطريقة خاطئة" وانه لا يساوم على دماء العراقيين.
وقامت إحدى الصفحات مثل "سأخرج لنصرة المالكي ضد الطائفيين" بوضع فقرة من القانون الخاص بتعديل "المساءلة والعدالة"، محاولة ان توضح ما كان يقصد من ورائه رئيس الحكومة.
ويقول القائمون على هذه الصفحة "في اصل التعديل سيكون هناك راتب تقاعدي للموظفين المدنيين الذين نقلوا من دوائرهم المدنية الى تنظيم الفدائيين، ولم يمارسوا القتل او اي من الاعمال العسكرية التي مارسها الفدائيون" مستدركين "ولكن هذا القرار سيموت في البرلمان ولن يمرر من قبل نواب دولة القانون".
ويضيف المسؤولون عن الصفحة "يرجى النشر وبقوة لكي نفضح الكلاب التي تنبح على دولة رئيس الوزراء نوري المالكي، واتهامه بصرف رواتب تقاعدية لفدائيي صدام".
وعلى الرغم من محاولة القائمين على الصفحة تبرير قرار المالكي إلا ان احد المؤيدين في الصفحة ذاتها يقول ان "دولة القانون وحزب الدعوة مع المظلوم ولكن اكتشفنا وللأسف الشديد أن حب الكراسي قد أنساهم ليس فقط المظلومين بل حتى مخافة الله".
ويسأل عيسى علي عبر صفحة أخرى داعمة لرئيس الحكومة اسمها "سأخرج لنصرة المالكي ضد الطائفيين"، قائلا "اصحوا.. هل نسيتم ماذا كان يفعل البعثيون وفدائيو صدام بنا؟"، مضيفا "الكراسي لا تدوم، قبلكم كان صدام وحسني مبارك وعلي صالح والقذافي".
اما نجاح جميل وعلى الصفحة ذاتها يتهم المالكي صراحة بإرجاع البعثيين وفدائيي صدام"، مذكرا في تعليقه على الصفحة المؤيدة لرئيس الوزراء "كلنا نعرف بان هذا الجهاز (فدائيي صدام) لماذا وجد وما الغرض من إنشائه"، مضيفا "كان يقتل ويعذب العراقيين ولم يكن الانضمام إليه إجبارياً".
اما سعدون جابر –ليس المغني المشهور طبعاً– فيقول في صفحة أنصار المالكي على فيسبوك "هذا ضحك على الذقون والتفاف على عقول الناس"، مضيفا "إنكم لا تعرفون شيئا عن الفدائيين ولا تعرفون أن مؤسسة الفدائيين تتكون من منتسبي الجيش والأمن والحرس الجمهوري والأمن الخاص وموظفي القيادة القومية والقطرية وديوان الرئاسة الذين نقلوا إليها من دوائرهم متطوعين وبناءً على رغبتهم ولأنها أعطت امتيازات لم تعطى من قبل لأي جهة أخرى".
في المقابل يحاول بعض المشاركين في المواقع المؤيدة لرئيس الوزراء الوقوف على الحياد، ويقول بعضهم ان "الكثير من العراقيين كانوا بعثيين ومجبرين على ان ينتموا الى الحزب... فاعفوا عنهم".
والصفحات المؤيدة للمالكي متنوعة وتتنوع معها الأسماء التي تحملها، مثل "محبي المالكي"، و"مختار العصر" في تشبيه لشخص المالكي مع احدى الشخصيات التاريخية المناصرة للامام الحسين، و"صكار الوهابية"، و"كل العراق وياك ابو إسراء"، و"بعد مننطيها"، و"نوري المالكي خط احمر"، واللافت في هذه الصفحات بان طريقة تصميمها والصور المنشورة فيها متشابهة الى درجة كبيرة، ما يعزز الشكوك في ان من يديرها شخص او جهة واحدة.
وتحرص تلك الصفحات على ان تضع صورا لعدد من العراقيين يقومون بـ "تقبيل" صور المالكي في الشوارع، مثلما تظهر احدى الصور المنشورة على موقع داعم لرئيس الوزراء امرأة عجوز تنحني لتقبل جبين رئيس الوزراء على احد الصور المعلقة في الشوارع، او أطفال يقبلون "وجنتي" المالكي.

وائل نعمه:almada