كثيرا ما نشاهد اشخاص يقاتلون في صفوف داعش ذات جنسيات مختلفة فنرى الاوربي والافريقي والشيشاني والصيني ونتسائل من جاء بهؤلاء وهل فعلا هؤلاء هم جهاديين أم جائوا لأهداف أخرى ..
من هؤلاء نرى اشخاص هم اقرب الى الصينيين منهم الى اي دولة أخرى حتى بدأ يطلق عليهم انهم المقاتلين الصينيين ,, واغلبهم كبار باالسن ويبدوا عليهم سيماء الجوع والتعب والوهن لكن بالحقيقة أنهم مقاتلين اشداء هؤلاء هم (الايغوريين او الويغوريين ) الغالبية العظمى من هؤلاء يسكون في منطقة تركستان الشرقية (شينانجينغ) اقليم صيني ويتجاوز عددهم العشرين مليون وهم من مسلمي الصين ويعتقد أن تلك القومية المسلمة قومية مضطهدة من قبل الصين لذا ترى أنهم من الفقراء الصينيين ولهم جوامع ومساجد وايضا رغم كل ذالك يمارسون طقوسهم الاسلامية بحرية حسب القانون الصيني الذي يحترم الانتماءات والاديان ومن حق المواطن ممارسة معتقداته الذي يعتقد بها .
الصينين الى اليوم يعتبرون الايغور ارهابيين وانفصاليين وهم لا يقلون خطرا عن القتلة والخارجين عن القانون لذالك استخدمت الصين نفوذها لإرجاع الايغوريين الى الصين بعد خروجهم وهروبهم الى الدول الاسلامية وخاصة السعودية وتركيا واندنوسيا وماليزيا والذي يمثلون في المدن السعودية جالية كبيرة يصل تعدادها الى المليون شخص يعملون في شتى المجالات الخدمية وفي الاونة الاخيرة بعد انتشار رقعة داعش وأعلانها دولة العراق والشام كان لتركيا تدخلا واضحا وسافرا في محاولتها جذب هؤلاء للانخراط مع الجماعات الارهابية كمقاتلين في الدولة الاسلامية لقاء مبلغ الفين دولار عن كل شخص لايتجاوز عمره الثلاثين عاما واقل من هذا المبلغ للأعمار الاكبر وتدفق المئاة الى صفوف الدولة الارهابية وأدخلوا في معسكرات غسل الادمغة وتدريبهم على القتال واستخدام الغالبية منهم كانتحاريين بأسم الاسلام وقتل الصليبيين والرافضة والمرتدين والعملاء لقاء الدخول الى الجنة ومعانقة الحور العين ,, وتتهم بكين انقرة بأنها تزود هؤلاء بوثائق رسمية من قبل شخصيات تلعب دورا مصلحيا معهم وهي تعطيهم وثائق على أنهم اتراك خاصة أنهم يتكلمون اللغة التركية وتزج بهم في جبهات القتال وتعتبر بكين أن هذا العمل التركي تدخل سافر حيث ان هؤلاء هم صينيين يعيشون في اقليم شينانجينغ في حين ان تركيا تعتبرهم مسلمين اتراك حسب بعض الاتفاقيات بين الدولة العثمانية والصين وقت ذاك وايجار هذا الاقليم من قبل الدولة العثمانية من الصين ,, عندما يغادر هؤلاء الى تركيا او الدول شرق اسيا ولا يجدون عملا يزج بهم الى صفوف مقاتلي الدول الاسلامية (داعش) لقاء مبالغ تعتبر بالنسبة لهم كبيرة نتيجة الفقر الذي تعيشه عوائلهم في مدنهم التي يسيطر عليها الصينيين ويعتبرونهم انفصاليين مما حدا بالصين الى اعادة توطين قومية الهان في الاقليم ومحاولتها دمج هؤلاء بين الصفوف الهانية القومية الصينية الاكبر التي تمثل 90% من الصينيين
هذه الظروف التي يعيشها هؤلاء استغلها بعض المستوردين للبشر والاتجار بالأشخاص وسهولة ايصالهم الى التنظيمات الارهابية في العراق والشام فنراهم بكثرة في تلك التنظيمات الارهابية باندفاع حتى يفاجأ البعض وهو يرى اشخاص تتجاوز اعمارهم الثمانين يحملون البنادق والأحزمة الناسفة ويرددون عبارة الله اكبر مندفعين للقتال في تلك الدول ..
في الفترة الاخيرة وبعد ان انحسر قدوم الشباب والشابات من دول اوربا وشمال افريقيا اقدمت الفرق الاعلامية ببث الفتاوى في المجتمع الايغوري لحثهم على الجهاد وجذب نسائهم للجهاد تحت مسمى جهاد النكاح والشهادة فأصدرت نشيدا يعتبره الايغور نشيدا جهاديا يقف عنده الشاب الايغوري وهو يسمعه بصوت شجي لمغني مسلم منحدر من ذالك الاقليم يسمى هذا النشيد (تعال ياصديقي نجاهد معا )..
بالغة الايغورية فصار ذالك النشيد بمثابة الهوية الوطنية لأسلام هؤلاء وجهادهم ضد القمع الصيني من جهة وضد ما يسميهم النشيد بالدول العميلة كسوريا والعراق . استخدمت داعش هؤلاء في هجماتها الانتحارية ودفعتهم للقتال أمام المقاتلين الاخرين من جنسيات أخرى وأصبح البعض منهم كالكبار في السن خدم لقادة داعش ونسائهم يمتعن رجال داعش جنسيا لقاء مبالغ تدفع لهم من قبل بعض الدول الغنية كالسعودية وقطر والإمارات .