الحقيقة وراء إنخفاض أسعار النفط

 

شهدت اسعار النفط انخفاضاً غير مسبوق ..حيث تراجعت هذه الاسعار من 140 دولاراً للبرميل الواحد قبل اقل من ثلاث سنوات الى اقل من ثلاثين دولاراً للبرميل الواحد باسعار اليوم ..

 

ومن المتوقع زيادة في هذا الانخفاض خلال الايام المقبلة ..فما هي الاسباب الحقيقية لهذا الانخفاض ؟ وهل تتحمل منظمة اوبك واوابك هذا الانهيار..ام ان هناك ابعاداً سياسية واقتصادية تحيكها الدول المهيمنة على العالم من اجل تحقيق ابعاد سياسيه تخدم مصالحها؟

 

اسئلة واحاديث يتداولها المواطنون ..فتراجع اسعار النفط بهذه السرعة انعكس بشكل مباشر على حياة الاسرة العراقية التي تعيش اليوم حالة من الترقب و الخوف من انهيار اقتصادي شامل تعجز بموجبه الحكومة عن تقديم ابسط الحقوق لمواطنيها..

 

وكتحليل متواضع فانا ارى ان هذا التراجع باسعار النفط يعود لاسباب سياسية اكثر مما يكون بسبب العلاقة بين العرض والطلب ..والمحور الاساسي لهذا التراجع المفتعل هو (امريكا والعراق وايران وسوريا وروسيا)

 

فعندما قررت الولايات المتحدة الامريكية الانسحاب من العراق عام 2011 وترك العراق ساحة مفتوحة تسيطر عليها ايران بشكل او باخر..استثمرت ايران وجودها في العراق ..للتخفيف من الحصار الذي فرضته عليها الامم المتحدة ..من خلال ارتفاع قيمة الصادرات الايرانية الى الاسواق العراقية الى عشرات المليارات سنويا …اضافة الى عمليات الفساد التي فقد فيها الشعب العراقي مئات المليارات من ثرواته ..وأصابع الاتهام وجهت الى الكثير من السياسيين بشكل علني وهذا ما تناولته وسائل الاعلام الامريكية والعالمية …وجزء من هذه المليارات سرب الى ايران لانقاذ ما يمكن انقاذه من اقتصادها المنهار نتيجة الحصار الذي اشرت اليه انفا …

 

ولا يخفى على المتابع العراقي ..ان ايران عملت على دعم نظام بشار الاسد اقتصاديا وعسكريا من اجل ديمومة بقائه على سدة الحكم وبالتأكيد فأن العراق تحمل من هذه النفقات الشيء الكثير من ثرواته؟

 

والعامل السياسي المهم الاخر هو التدخل الروسي في الحرب الداخلية السورية التي مضى عليها اكثر من اربعة سنوات من اجل الحفاظ على مصالحها في هذه المنطقه بعد ان اصبح نظام بشار الاسد اخر حلفائها في هذا الموقع الجغرافي المهم من العالم مهدد بالسقوط ..

 

اذن ايران في العراق وروسيا في سوريا ..هما العاملان الاساسيان في قيام الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من الدول المنتجة للنفط كالمملكة العربية السعودية ودول الخليج الاخرى ..كل هؤلاء عملوا على زيادة الانتاج النفطي وبيعه في الاسواق العالمية بكميات هائلة حتى ان هذه الدول عملت على افشال اجتماع منظمة اوبك وخروجها باي قرار يلزم تلك الدول على تخفيض معدل انتاجها النفطي الذي لو قرر فانه سينعكس سريعا على ارتفاع سعر النفط ..حتى ان أعضاء هذه المنظمة لم يعاودوا اجتماعاتهم من اجل انقاذ تلك الاسعار من التدهور والمتطلع على شؤون المنطقة يدرك جيدا ..ان وراء كل هذا العمليات والتخطيط هي الولايات المتحدة الامريكية …من اجل اضعاف ايران وعدم قدرتها على التأثير على السياسيين العراقيين لدعمها

 

ماليا ..بعد ان اعلن العراق افلاسه بالكامل ..أضافة الى اضعافها وعدم قدرتها على دعم النظام السوري .. ناهيك عن التأثير عليها في اليمن ولبنان ..

 

وحيث ان روسيا هذه الدولة التي تعد من الدول المتقدمة في تصدير النفط ..فبالتاكيد انها ستتضرر كثيرا من انخفاض هذه الاسعار ..وستعمل امريكا مستقبلا على اضعاف الدور الروسي في اتخاذ القرارات السياسية في مجلس الامن او في المحادثات الجانبية التي تشهدها دول المنطقة فيما يتعلق بسوريه والعراق وايران.وذلك باللعب بورقة اسعار النفط العالمية ..

 

باعتقادي المتواضع جدا فاني ارى في هذا التحليل البسيط هو جوهر الحقيقة والسبب الرئيسي في انخفاض اسعار النفط ..مع اعتذاري الشديد للخبراء والمختصين الذين قد يجدون بموضوع البحث اسباب اخرى…..

 

ولابد من الاشارة ان منظمة اوبك هي منظمة تنتمي اليها كل دول العالم المنتجة والمصدرة للنفط ..تأسست عام 1961..وسياستها تعتمد على تحديد كمية انتاج النفط وتسعيره بين اعضائها ..

 

اما منظمة اوابك فهي منظمة الاقطار العربية المنتجة والمصدرة للنفط تأسست بعد حرب حزيران عام 1967 .. ورغم ان لديها سياسة نفطية الا انها فاقدة الارادة في اتخاذ اي قرار يصب في مصلحة الدول العربية وشعوبها .