أحلام العام

 

 نهاية عام وبداية عام تاتي دائما مقرونة بالأمل والتفاؤل والتمني ، ولا مجال للتشاؤم فيها .. والأمل هنا استثناء من مقولة ( التمني رأس مال المفلسين ) لأن ( المفلس ) فقط هو من يقنط من رحمة الله التي وسعت كل شيء …

 

ولكن رحمة الله وإن تسبق كل شيء أيضا ، ولا تحد قدرته سبحانه حدود ، وإذا قال للشيء كن فيكون لا محالة ، لكنه سبحانه يدعو الى الجد والعمل والسعي في الخير …

 

وتمنيات العام يشترك فيها الغني والفقير ، المريض والسليم ، الشيخ والصغير، العالم والجاهل الرئيس والمرؤوس .. تمنيات كثيرة وأحلام معلقة برجاء التحقق .. للخلاص من معاناة  مثلا كانت  تشكل ضغطا على ( المتمني ) في عامه الماضي  ، من عوز وفقر أو مرض او بطالة وغيرها مما تشكل ضغطا عليه ، أو أحلام عند أخر بزيادة في السعادة والرزق الوفير والعلم  الغزير ، فلكل إنسان أمنية ، تراوده ويتطلع الى تحقيقها ..

 

ولكن ما لا يشترك به الجميع هو مدى إستفادة كل واحد من توالي الاعوام ، فهناك مثلا من يتناسىى حقيقة أن بداية العام قد لا تقرب الانسان من أمله ،  لكنها  تقربه من أجله حتما  ، عندما لا تحضر عنده مقولة ( اذا ذهب يومك ، ذهب بعضك ) ، فلا يكون عنده ما مضى محطة للمراجعة والتأمل ، وعبرة للحاضر، وعظة للقادم  وشكرلله على العافية والسلامة وطيب الافعال ، وفرصة لكشف حساب الاعمال وليس الاموال فقط ، لكي يكف الفاسد عن فساده والمجرم عن إجرامه ، ويتوب المذنب والمقصر قبل فوات الاوان ، ويزيد صانع الخير مما قدم ، ولا يؤجل عمل الخير ألى الغد ما دام لا يعرف متى هو راحل  ..

 

لكن ما أكثر ما ننسى .. وما أسهل ( ما نعظ وأصعب ما نتعظ )..

 

وتمنيات العام على الصعيد العام ..أن يجري المسؤول والسياسي والبرلماني  كشف حساب لأعماله قبل أن يطلب من البنوك كشف حسابه .. فماذا قدم  خلال العام للوطن والمواطن ولدائرته الانتخابية .. ؟ كم مرة زارها ؟ وكم مواطنا قابل ؟ وكم مريضا عاد  ؟ وكم أرملة ويتيم وعاجز ساعد ؟ وكم طالب حاجة قضى حاجته ؟ وماذا حقق من الوعود التي صرح بها على شاشات الفضائيات .. وكم كان منها مثمرا ، وكم كان  منها للاستعراض وإثبات الذات ؟ وكم مرة سافر خارج العراق للراحة والاستجمام ؟ وكم مرة لم يرد على المواطن على الهاتف الذي هو الوسيلة الوحيدة للتواصل معه ، ما دام البعض لا يزور دائرته الانتخابية لظروف امنية ، أو من هو قابع في المنطقة الخضراء وترك المواطن وحده نهبا للارهاب يواجهه بلا حماية عدا حماية الله وما أعظمها من رعاية  ..  وكم ..وكم.. وكم .. الى أخره من أسئلة تعينه  على كشف حساب ذاته  ليخرج بحصيلة  توضح  له ما إذا كان ما قدمه من أعمال يساوي ما كسبه من مال وجاه وسلطان وأضواء أم  لا ..

 

 أليس الأجر على قدر المشقة .؟

 

ومن أخذ أكثر من أستحقاقه يبقى معلقا بذمته الى يوم القيامة ..

 

عام جديد نتمنى أن يكون عام خير ومحبة وسلام ووئام  وأمن وأمان على العراق والعراقيين والانسانية جمعاء ..

 

وكل عام وانتم بخير …

 

{{{{{

 

كلام مفيد :

 

من إستوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط ، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون ، ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو الى النقصان ، ومن كان الى النقصان فالموت خير له من الحياة … (الامام الصادق ) ( ع ) …