يقتلون الأمل في منّتهم

 

مازال الشارع الثقافي والفني والاعلامي العراقي يغلي بسبب الاخبار التي ترد من صحيفة مرة وتصريح شبه رسمي من وزارة الثقافة مرة اخرى التي تؤكد تاجيل او الغاء المنّة التشجيعية السنوية والبالفة 88 الف دينار شهريا المخصصة للفنانين والصحفيين والادباء والاعلاميين والذين يقفون طوابير طوابير لاستلامها سنويا من شباك المصارف بعد اعلانها من قبل الحكومة التي تحججت اليوم بالتقشف وهبوط اسعار النفط والميزانية والموازنة التي سرقت ونهبت في وضح النهار ومازال سراق اموال خزانتنا يصولون ويجولون ويشربون وياكلون ويتمتعون ويمتلكون ارصدة وعقارات في العراق وخارجه ولايعلمون لالا بل يعلمون ويصدون ويتناسون انها ستصلى نارا في بطونهم ، نعم اليوم نعلن حكومتنا ان داعش والعمليات الارهابية انهكت ميزانية العراق ليبتكروا قرارات باستقطاع مبالغ من رواتب الموظفين والمتقاعدين بنسب قابلة للزيادة اذا مابقيت اسعار براميل الغضب النفط تتهاوى وسط مؤامرات دولية واقليمية صار المواطن العراقي يدركها ليجعل من العراق بلداً مطلوباً ماليا تدفعها اجيالنا القادمة لسنوات وسنوات تمتد الى امد بعيد لاركاعه الى الاستعمار والوصاية الدولية ونبحث من جديد بعدما يرجعونا الى نقطة البداية نبحث عن تاميم النفط الذي صارت الدول الاستعمارية تبحث عن وسائل تقتل فيه اللانسان للسيطرة على حقول وهبها الله سبحانه وتعالى للانسانية فكانت حصة ارض دول عربية خليجية ومنها العراق متخمة بالخيرات والموارد الطبيعية التي صار لعاب الدول الفقيرة من الخيرات والقوية بمخططاتها الاستعمارية والعدوانية يسيل لعابها على خيراتنا التي اليوم للاسف صار البعض من المتنفذين من ابناء الوطن يتامر ويضع يده بيد المستعمر ومن اجل حفنة من الدولارات يعمل على اهداء خيراتنا الى اعداء العراق . نعم لاننكر ان هناك من قادة العراق سجلوا مواقف مشرفة للحفاظ على ثروات وميزانية العراق وسيادته امام العالم لكن اليد الواحدة لاتصفق . اعود لمنة الفنانين والادباء والصحفيين التي ينتظرها ويتطلع اليها الاف من هذه الشرائح المهمشة والفقيرة ماديا والغنية بعطائها والبعض منا استلفها وصرفها قبل تسلمها ليتفاجأ بالغائها او تاجيلها وهو حلم يصبرون ونصبر انفسنا فيه وبعد ان كنا نتطلع الى مضاعفة المنتحة اسوة بفناني ومثقفي وادباء كردستان تذهب الحكومة للتحجج بالتقشف لالغائها وان كانت المنة مخصصة ضمن الموازنة من قبل اكثر من خمسة اعوام وان الجدل والخلافات التي اثيرت مؤخرا عندما اعلنت احدى النقابات ان جهات معنية استفادت ومازالت من فوائد الاموال المرصودة في المالية والمصارف فانعكست تلك الخلافات على منتنا لتكون شماعة لالغائها . نعم والغاء منَة المثقفين والادباء والفنانين والصحفيين للعام الحالي هو تحدي سافر واعلان يؤكد على ضعف اهم واكبر شريحة مهمة ومؤثرة التي سكتت وستسكت عن قرار الغاء المنحة في وقت بدات فيه تظاهرات ساحة التحرير تتراجع اعدادها لتتلاشى بعدما لم تجد مناشداتهم ومطالبهم طريقها للحل وهكذا ستتصاعد اصواتنا ومناشداتنا واتهاماتنا في جلساتنا الليلية وفي مجالسنا الادبية والفنية لكن تلك الاتهامات والتصريحات الرنانة ستكون هواء في شبك اذا ماخرجنا جميعا بتظاهرات حقيقية سلمية نطالب فيها انصاف الشريحة المثقفة والفنية والادبية والاعلامية وبعكسه سنفكر جادين بترك العراق للسراق والفاشلين والقفاصة والنصابة .