محافظ ميسان .. يالك من ديكتاتور |
ابداً ودائماً نبحث عن الامل بين طيات حياتنا الصاخبة وبين فوضى ايامنا العصيبة وهذا الامل لو وجدناه فحري بنا ان نتمسك به لأننا امام حالة استثنائية قل نظيرها. السؤال الذي حير الألباب هو من منا رأى في الواقع او حتى في الأحلام محافظ عراقي يرتدي بدلة زرقاء ويقف مع عمال الخدمة في الشارع تحت لهيب شمس الصيف او زمهرير الشتاء وسيل الامطار ويراقب ينفسه مراحل العمل ويشرف بحرص شديد على كل صغيرة وكبيرة في محافظته التي وجد انها بحاجة الى مجهود فوق المعقول بعد ان عانت ولعقود طويلة من الإهمال القسري. ومن منا سمع ان هناك محافظ حتى لو كان(نص ردن) يرفض الجلوس خلف طاولته وهي بحجم السايبا او اطول بقليل وعلى كرسيه الدوار ذي السواد الرهيب. اما تربية الكروش وتوجيه الملاحظات وإعطاء الأوامر بالأصابع الهتلرية والإيماءات بالرأس والشفتين ووضع الرجل اليمنى على اليسرى بالطريقة الفرنسية مع إظهار لمعان(الحذاء الايطالي) او (النصف بوت) ذي الجلد البراق فباتت امور لاتروق لمحافظ ميسان. وكل هذه الترفيات لم تجد مكاناً عند شخص غيور يريد ان يضحي بحياته وبراحته من اجل تقديم الخدمة لأهالي محافظته الذين وضعوا فيه ثقتهم ووجدوا ان العطاء وروح الاقدام في شخصيته هو عنوان لايقبل الشك. وعلينا ان نعي جيداً بأننا لو وجدنا ان هناك محافظ (ديلوكس) يتمسك بــــ(الأبهة) ويعطيها الاولوية واخر يدير ظهره لها فهذا يعني ان الأول(كل خير مابيه) وان الثاني(يعطي أكثر مما يأخذ). ولما رأيت هذا المحافظ يعمل وفق قواعد المسؤول الحقيقي الساعي الى رقي وراحة محافظته قلت في نفسي ان محافظة ميسان نجحت في اختيار الافضل لهذا المنصب وهو ما اتمناه في الاستحقاق القادم ، فالمطلوب هو الاختيار الصائب لعناصر كفوءة وشريفة تعمل بضمير حي لابنصف حي او ميت. وكل من ينظر بسوداوية او بقليل من التشاؤم للأنتخابات المقبلة هو على جانب كبير من الحق لأن حلمه بإيجاد شخص عميق التفكير ويعمل بمصداقية عالية مثل(علي دواي) بدا كابوساً ، ولكني اقول اذا اردنا البحث عن(علي دواي) اخر فالامر ليس بالصعب وهذا ما جعلني ابدأ اسطري هذه بكلمة(الأمل) التي لابد ان نعثر عليها حتى وان تراكم عليها الغبار الثقيل وانزوت بين رفوف ارواحنا. عذراً ايها المحافظ الغيور الذي خطفت قلوب الناس بشغفك وحبك لمحافظتك ان بدأت كلامي بوصفك بــــ(الديكتاتور) لأنك فعلاً ديكتاتور ولكن ديكتاتور في خدمة الناس.
|