أحلامٌ متناثرة

 

اليوم لم أجد شيئأً أتناولة بأسف ويأس – من جسدي كمجنون- إلا موضوعاً أرّقني كمواطن بسيط لايفهم بألأمور الطبية مبادئها ألأساسية وأشكر الله لأنني لم افكر يوماً أن أدرس الطب أو أزور أي جامعة لها علاقة بموضوع الطب لأسباب نفسية كثيرة , ولكن مع هذا أنا أنظر الى الطبيب بوجل وخوف وترقب كأنة مخلوق لاينتمي الى صنف البشر على كوكب ألأرض. أنا لااعرف لماذا لاتوفر الدولة العراقية هذا الجهاز المهم في جميع المستشفيات الكبيرة والصغيرة في عموم البلاد؟ لابل ينبغي عليها أن توفره في اصغر مستوصف موجود على مساحة العراق مهما إرتفع ثمنة وغلى سعره. لدينا ملايين الدولارات أُنفِقتْ في موازنات تافهه لم تحقق للبلد إلا الجور وعدم الكفاءة في كل المجالات وتركت لا بل أهملت توفير هذا الجهاز الذي يحتاجة كل مواطن أُصيب بمرض معين. في بداية ألأمر لم أعرف ماهو جهاز المفراس الذي كنا نركض من مكانٍ بعيد لنصل اليه ومريضنا ينزف على طول ساعات مرعبة يصارع الموت في أي لحظةِ تأخير. صرخ الطبيب في مستشفى أنيقة تبعد عن مستشفى آخر فيه جهاز المفراس ” إذهبوا بسرعة الى مستشفى الكاظمية فهناك يوجد جهاز المفراس, هنا لااستطيع أن أعمل أي شيء لمريضكم الذي تمزقت جمجمته بتلك الشاحنة المرعبة وهي تسير بسرعة هائلة.لايوجد هذا الجهاز في مستشفانا” . لم ننبس ببنت شفة فنحن كغرقى في محيط تتقاذفه ألأمواج من جميع ألأتجاهات ننشد طريقة سريعة للخلاص من الموت الذي راح يقترب منا مع كل لحظة يسجلها الزمن . عرفتُ فيما بعد أن هذا الجهاز له قابلية على فحص جسم ألأنسان لتشخيص ألأمراض التي تصيب ألأعضاء الداخلية لجسم ألأنسان المصاب والتي لم يتمكن ألأطباء من تشخيصها. ويُظهِرْ هذا الجهاز صور دقيقة للأعضاء الداخلية لجسم ألأنسان على شكل مقاطع ومن ثم تحويلها الى صور ثلاثية ألأبعاد. حسناً إذا كان هذا الجهاز بهذه ألأهمية لجسم ألأنسان وتشخيص ما يعجز عن تشخيصه أمهر ألأطباء iلماذا يوجد في مستشفى معينة دون ألأخرى؟ قد ينبري فرد ويطلق دفاعاً كلاميا يحاول من خلالة تبرير ألأمر وقول ” الجهاز مرتفع الثمن ولايمكن وضعه في أي مستشفى ما لم تكن تعليمية ” وماشابة ذلك من الخطابات التي إعتدنا عليها لتبرير اشياء واهية ليست لها قيمة. أنا كمجنون يحاول إلتهام جسده بسبب ألأعذار التي نسمعها كل يوم وبسبب الدمار الذي يعصف بالبلد كل لحظة دون التوجة لمعالجة القضايا بشكل جدي والتخلي عن الصراعات التي مزقتنا في كل ألأتجاهات..أنا لايهمني أي شيء — ولكن كمواطن إن كان يحق لي ألأنتماء الى هذا الوطن بأعتباري مولود من أبٍ عراقي وأم عراقية وعشت على هذه ألأرض الطيبة وقمت بكل الواجبات التي فرضتها علي قوانين الوطن بلا مناقشة أو تقاعس- يحق لي أن أستفسر واصرخ في نفس الوقت بأعلى صوتي أن تمارس الدولة واجبها ألأنساني تجاة جميع شرائح المجتمع بلا تفرقة وتوفر هذا الجهاز الذي يحقق فائدة لكل المواطنين على طول البلاد وعرضها. إذا كان سعر الجهاز مليون دولار أو أكثر أو أقل فلدينا من ألأموال ما تكفي لشراء أعداد كبيرة من أجهزة المفراس توزع على كل مركزٍ صحي ومستشفى يوجد له موقع على أرض الوطن. يجب أن تكون هناك لجنة تعليمية متخصصة لتعليم جميع ألأطباء في كل المراكز الصحية وإرشادهم الى كيفية إستخدام الجهاز مهما طالت المدة الزمنية للتعليم. الهدف الوحيد هو خدمة المواطن مهما كان عرقة أو جنسة أو فصيلته التي ينتمي إليها. من يقف ضد هذا الكلام أو الطلب الذي يصب في خدمة الشعب بكل طوائفة ويحاول أن يجد إسلوباً دبلوماسياً للتهرب من توفير هذا الجهاز في جميع المستشفيات بلا إستثناء فهو لايحب الوطن ولايريد أن يخدم المواطن. مالفرق بين مستشفى الكاظمية أو المحمودية أو المسيب أو النجف أو البصره أو الموصل أو الرمادي أو اي منطقة يوجد فيها مستوصف صحي صغير. جميعها منشآت لمعالجة المواطن المريض الذي ينتمي الى هذا الوطن. إذا لم يكن هناك مبلغ يكفي لشراء ونصب هذا الجهاز لسبب ما, فليشارك المواطن في إيجادة عن طريق ألأستقطاع من جميع العاملين في الوطن جزءأً من الراتب الشهري إبتداء من رئيس الجمهورية الى أصغر عامل يتقاضى راتبه من الدولة العراقية. ألأموال متوفرة ولكن لاتوجد هناك رغبة حقيقة من الدولة لأيجاد هذا الجهاز الحيوي وتعلل ذلك الى أسباب واهية بكل ماتعنية هذه الكلمة من معنى. سلاماً أيها المواطن الذي لايستطيع الحركة وأنت مستلقياً في سيارة ألأسعاف تقطع ساعاتٍ مرورية مرعبة ومسافة تقدر بعدد لايستهان به من الكيلومترات كي تصل الى مستشفى في أقصى المدينة كي تدخل جهاز المفراس ..لأن الطبيب لايستطيع أن يفعل لك أي شيء هناك في تلك المستشفى التي راجعتها وأنت بين الحياة والموت…..