مما لا شك فيه أن اي نوع من الاجرام بحق الانسان اينما وجد ، وبغض الطرف عن انتماءاته الدينية والعرقية والقومية والاثنية ، فأن هذا الفعل الاجرامي مرفوض جملة وتفصيلا ، لأنه مناوئ لحقوق الانسان ومناف للاعراف والقيم الدولية والاخلاقية ، وكذلك للاعلان العالمي لحقوق الانسان . ولذلك فأن جميع او معظم الدول الغربية الغت احكام الاعدام بحق اي انسان يرتكب جريمة او فعل يخالف القوانين المعمول بها في داخل تلك الدول ، الا في الدول العربية والاسلامية فأن حكم الاعدام لا زال ساري المفعول !. والاكثر ممن مارس ويمارس جرائم الاعدام بحق البشر هم الدواعش ، الذين قتلوا ويقتلون آلاف الناس الابرياء في العراق وفي سوريا وفي اليمن وغيرها من الدول العربية والاسلامية ؛ واكيد أن من يحذو حذو الدواعش ، ويمارس اي جريمة بحق البشر هو اما داعشي واما من يؤيد افعالهم المشينة ضد الانسانية جمعاء ؛ ولعل السعودية قد كشرت عن انيابها ، واماطت اللثام عن مكنونها حينمال اعدمت الشيخ النمر ، بعد الوساطات المتعددة واعطاء تعهد لكل من كان وسيطا في تلك القضية الا انها خالفت كلمتها وضحكت على ذقون الوسطاء . فقامت بالافعال الداعشية على مرمى ومسمع العالم برمته . وبالمقابل فقد شجبت هذا الفعل منظمات انسانية وشخصيات عديدة لها ارتباط بحقوق الانسان . لكن الغريب أن السلطات السودانية قررت طرد البعثة الدبلوماسية من السودان ، واستدعاء سفير الخرطوم من طهران ، تضامنا مع السعودية . وهذا يعني ان السودان او النظام السوداني هو مؤيد لما تقوم وما قامت به السعودية من قطع رؤوس معارضيها ، بدل الحوار واعطاء مزيدا من الاصلاحات السياسية ، فالنظام السوداني هو داعشي بالتعويض ، وعليه فأن دائرة الدواعش قد اتسعت بانضمام ، وان السودان قد دخلت اللعبة من اوسع ابوابها ، واعلنت نفسها كلاعب رئيس . وقد قالت السودان على لسان مدير عام رئيس الجمهوية طه عثمان الحسن قوله "قررت طرد السفير الإيراني من السودان وكامل البعثة ، واستدعاء السفير السوداني من إيران ، مؤكدا إدانة السودان للتدخلات الإيرانية في المنطقة ، متذراعا ان طهران تنتهج نهج طائفي ، إلى جانب إهمال السلطات الإيرانية منع الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية في إيران". ناسيا هذا النظام او متناسيا دور السعودية الذي عكر صفو المنطقة ، وهو الداعم الحقيقي للارهاب ومنه ارهاب الدواعش الذين هم الى هذه الساعة يقتلون ويذبحون الابرياء ، وبالخصوص في مدينة الموصل شمال العراق ، من نساء واطفال وشيوخ وصحفيين ومدرسين وموظفين ، الا يدري النظام السوداني بكل هذه الجرائم ؟ الم تكن هذه جرائم بحق الانسان وهي مرفوضة وتتعارض مع كل القيم ؟ . واعتقد أن كل من يؤيد داعش وما يقوم به هذا الارهاب ، او من يؤيده ويؤيد من يمونه ويدعمه هو داعشي ويتبنى فكره ، وان السودان بتأييدها لما تقوم به السعودية من تصفية معارضيها بهذا الاجرام البشع ، هو داعشي بامتياز ، ويجب على بقية الدول ان تدين السوان وتعتبره نظام ممول للارهاب بأعترافه .
|