كَذَبَ المثقفون

 

حمل قليلُ من مثقفي العراق الذين مالوا لصدام وزر متثقافين احاطوا بهم كصبية وخدم، ثم ارادوا ان ياخذوا مكانة اسيادهم في القرب من السلطة، وبعيدا عن القليل المثقف الشريف، فقد كان عدد المثقفين من غير شرفاء الوطنية اكثر، تلك كانت سنة السياسة العراقية التي سنها البعث وقبل بها اللاشرفاء من حملة القلم الذي يكتب مع كل”ابداع″ تقريرا امنيا!

 

الغريب ان لا احد من كذابي الثقافة يريد ان يشعر بالتعب الحقيقي للعمل، لكنهم يذوبون في طلب التعب اذا كان العمل كتابة تقرير او قدح او ازالة من تصوره لهم عقولهم انه خطر داهم، وهي لعبة سيرك يفرح لها السياسي حيث يجد قرده يمتعه بمنظر خصومته الراقصة مع خصم ليس قردا، بل انسان و اشرف من سياسي و مدعي ثقافة متقرد!.

 

كَذَبَ المثقفون يوم كتبوا شعرا يمدح صدام، ويوم شرعنوا هجمته على جيرانه ومواطني بلد يحكمه، وكَذَبَوا يوم هربوا ويوم عادوا ويوم يبعثون للحساب، اياما قبلها ضخوا فيها العداوة بين مكونات العراق قبل واثناء وبعد 2003، لكنهم مع هذا مفصولون لاسباب سياسية!

 

كذبوا بجد واجتهاد في انغماسهم في الطيف المذهبي، مثلما كذبوا سابقا للخلاص من مذهبهم الذي انتبهت له اجهزة الدولة التي تملقوها وكانوا من كهنتها الوضيعين!

 

في راس كل واحد من جماعة الكذابين مكان لمن هو اقوى منه سياسيا، سواء كان صدام او غير صدام، المهم ان في مخه مكان لشخص يكتب بعد ان يحرك الكلمة لتقبل عقل القوي، عله يرضى عنه فيستريح على كرسي ليمارس فترة شبابه التي قضاها كالعضاريط الرعاديد بحسب ضيق المتنبي.

 

المثقف الصدوق لا يتكلف ولا يدعي كلمات يضخها عقل شرير ليدفعها لاسفل جسد فتخرج من بطنه بصوت وهي مغلفة بريح فم لا يطهر من كثر افعال الماضي الكلامي و الكتابتي القديم، ايام الرئيس وجوقة الرئيس.

 

غريب امر المجاملة والمصادفات السيئة، فقبل 2003، كانت السلطة حمقاء والمثقف الصدوق هارب، وبعد 2003 تاتي سلطة اشرف يزحف نحوها متثاقف لاشريف ليلتصق بها، ويكذب عليها وبلسانها!