شعب نظيف

 

لم يكن امرا غريبا عندما لم نشاهد اي اثر لعامل نظافة ولاسيارة لحمل النفايات في مدينة بريشا التي تقع في الشمال الايطالي ، تجولنا في اماكن كثيرة هناك ولكن لم نجدهم ، عندما قادنا الفضول للسؤال جاء الجواب ، سيارة النفايات لم تمر من هنا الا ثلاث مرات في الاسبوع ولسنا بحاجة الى عمال نظافة لان المواطنين يدركون اهمية النظافة وبالتالي فهم اكثر حرصا من غيرهم على بلادهم في هذا الموضوع ، في تقاطع مهم بالعاصمة الحبيبة بغداد رمى احدهم من سيارته الفاخرة قنينة ماء فارغة وسيارة اخرى كان الاطفال يرمون اشياء كثيرة وهي تتطاير في الشارع ، لم يكن المواطن العراقي حريصا على نظافة بلده الا في حالات نادرة جدا ، عندما قدمنا مقترحا لامانة بغداد ولو كان طبق ولو بنسبة خمسين في المئة منه لما شاهدنا شيئا في الاماكن العامة ، كيف نسمح لانفسنا ان نعيش في مدن ومناطق اغلبها تشكو من النظافة ونحن من نسهم بتشويه جماليتها عندما لم نتعاون مع الاجهزة الخدمية لدوائر امانة بغداد فضلا عن رمي الاشياء الفائضة عن الحاجة في اي مكان نشاء ، بالمناسبة فان الشارع الذي يقع خلف محطة وقود الكسرة القريبة من كلية التربية الرياضية للبنات لم تمر منه سيارة حمل النفايات منذ مدة طويلة في وقت يشهد جهدا مكثفا لعدد من عمال النظافة في مناطق اخرى .شوارع العاصمة الاوزبكية طشقند كانت نظيفة جدا وهو البلد الفقير المنفصل من الاتحاد السوفياتي السابق ، يقول سائق التاكسي الذي اقلنا من المطار الى قلب المدينة ، عندما سألناه عن سر هذه النظافة ، المواطن هنا نظيف وهو يساعد الحكومة في اشياء كثيرة ومنها النظافة ، ونحن في الطريق لم نلحظ وجود عامل تنظيف ولاحاوية مطلقا ، هل يكون معيبا او مخجلا ان نتعلم كيف نكون شعبا نظيفا مثل بقية الشعوب ونحافظ على جمالية شوارعنا وازقتنا وبيوتنا ومناطقنا والامكان العامة الاخرى ، لدينا اكثر من خطة لجعل اغلب مناطق العاصمة بغداد تشهد نظافة كبيرة في ازقتها وشوارعها وتتمثل بتكثيف الجهود في زقاق واحد فقط من قبل القسم البلدي المسؤول ، عندما يكون الزقاق نظيفا ونموذجيا سيشجع المواطن على الاسهام بنظافته وهو يشهد منظرا راقيا ، ثم ينتقل العمل الى زقاق اخر وهكذا الى ان تصبح جميع الازقة نظيفة ، في المقابل يكون من واجب دوائر امانة بغداد ان تجري مسابقات لاجمل وانظف زقاق من خلال تقليد شهري تقوم به شعب الاعلام في الدوائر البلدية فضلا عن تشجيع المواطنين وحثهم على النظافة من  خلال  القيام بحملة موسعة لكل زقاق بشكل منفرد ، هناك سؤال ربما يكون مخيفا ، متى نصبح شعبا نظيفا ؟