عبد الملك السعدي لاتنه عن خلق وتأتي مثله .. ! |
اننا نؤكد هنا على وجوب توضيح الامور بشكل لا غبار عليه بين السنة والشيعة والتفاهم على كل الخلافات التي لا يمكن التغاضي عنها باي شكل حرصاً على حفظ الدماء التي تراق بشكل مستمر لا لشيء الا لاختلاف الهوية المذهبية. فيجب العمل بجدية لايقاف مهزلة نزيف الدم المستمر بسبب المداهنة وعدم المصارحة بشكل جريء وجدي في سبيل عيش الطرفين كبشر مبني على احترام حقوق الانسان بغض النظر عن الانتماء الطائفي وان هذا الانتماء هو حق مكفول لكل فرد يجب ان يحظى باحترام متبادل من الطرفين وينتهي الامر وتستمر المعايشة على هذا الاساس دون تدخل طرف في شؤون طرف آخر. ورغم ان المذابح المذهبية بين السنة والشيعة استمرت منذ ظهور معاوية ابن ابي سفيان على الساحة الاسلامية وتسامح الرسول (ص) وفيما بعد الامام علي معه ومع نواياه واجندته المصلحية الخبيثة وعدم قطع دابره منذ البداية لتخليص الواقع الاسلامي من تبعات هذا التيار المنحرف. لكنه من الواضح ان الازمة الطائفية على اوجها الان بشكل ينذر بحرب عالمية ثالثة ربما تشعلها شرارة طائفية. وقد بدأ هذا الواقع الخطير بممارسة خبيثة واضحة لا لبس فيها بتوظيف المال السعودي القطري في صناعة ما يسمى بالدواعش باسناد اسرائيلي امريكي تركي لمواجهة البعبع الشيعي المزعوم الذي ارعب الثنائي المتفاهم سراً والمتكون من اسرائيل من جهة ودول الخليج من جهة اخرى فهما يدركان جيداً ان النمو الايراني ليس بصالحهما باي حال من الاحوال. وقد استطاع محور الشر الوهابي هذا ان يقنع الطرف السني العراقي مع الاسف الشديد بانه المدافع عنه لهذا وجد ذراع الوهابية الداعشي حاضنة له في المناطق السنية ومن اهمها الفلوجة بؤرة الفساد القذرة الكبرى والرمادي والموصل وتكريت وغيرها من المناطق السنية حتى اتضح للقاصي والداني كيف جرى اذلال ابناء تلك المناطق السنية على يد الدواعش ذر اع محور الشر المعلوم دون تفريق بين سني وشيعي لان المحور السعودي يريد اذلال العراق واضعافه الى الابد وقد استغل وجود السنة ومطالباتهم باعادة الحكم اليهم كحصان طروادة لتحقيق اهدافه وقد اتضح ذلك جلياً لكل ذي عينين. ولكن ورغم ذلك لازال الكثير من القوى السنية العراقية تركب رأسها محاولة خلق المشاكل امام الحكومات العراقية الحديثة بغرض زعزعة الاوضاع في البلد ووضع العراقيل بوجه استتباب الامن فيه آملاً بعودة البعث الصدامي لتسلم السلطة من جديد. وعلى هذا المنهج ظهر مؤخراً على شاشات الفضائيات المدعو الشيخ عبد الملك السعدي بلحيته المتسربلة منصباً نفسه داعية لاصلاح الوضع السياسي العراقي ناصحاً ومنتقداً السياسيين العراقيين ومطالباً بتحليهم بالمصداقية وابراز الافعال الصادقة وعدم اطلاق الاقوال فقط فهو لا يريد تصريحات كما يزعم بل افعال صادقة تنم عن مصداقية الرغبة في التعامل مع الطرف الآخر وهو يوجه كلامه الى الطرف الشيعي طبعاً ولكنه وهو الرجل الروحاني الذي غلف راسه بعمامة كبيرة تسربلت ذؤابتها ولحيه متسربلة هي الاخرى ووجه شاحب وتصريحات خاوية حتى بدا كله متسربلاً جملةً وتفصيلاً بحيث انه لم ينتبه الى ما كان وراءه من علم بعثي ذو النجمات الثلاث بدلاً من ان يضع العلم العراقي ليس اعراباً عن وطنيته او مصداقيته في التعاون مع الحكومة المركزية ولكن لحفظ ماء وجهه واحترام نفسه وعدم اهانة مكانته كرجل روحاني يجب ان يتحلى بقليل من الصدق والادب وعدم الرياء والاستخفاف بنفسه الى هذا الحد والتخلي عن هذا الصلف والمكر والنوايا السيئة ولو على شكل مؤقت بمقدار التسجيل الصحفي ولكنه لم يستطع لفرط حقده الذي لا يمكنه التخلي عنه. ففي الوقت الذي ينصح الاخرين بتبني المصداقية في سبيل خدمة التعاون الوطني يناقض نفسه ويتبنى العلم الصدامي كفضيحة جديدة تضاف الى مسلسل الفضائح التي اعتدنا على رؤيتها من امثال هؤلاء وخصوصاً المعممين منهم كالمقبور حارث الضاري والارهابي الكبير ناصر الجنابي وهو نفسه شخصياً حيث لم يتوانوا عن اصدار ما يسمى بفتاوى " نكاح الجهاد " الذي عرّض بناتهم للاستغلال الجنسي من قبل الوافدين من افغان وشيشانيين ووهابيين وانجاس غيرهم ضاربين عرض الحائط ما امتاز به العرب من شيم ونخوة وعدم التسامح في مسألة المماس بالشرف مهما كلف الامر في واحدة من اشنع الفضائح التي سوف لن يرحمهم التاريخ بذكرها وقد جسد العرب ذلك بمقولة شاعرهم الكبير ( لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى .. حتى يراق على جوانبه الدم ) . ونحن ليس لنا هنا الا ان نقول له ان لم تنتبه لنفسك والى اين انت ذاهب وماذا ستجني من ممارساتك هذه ( لا تنه عن خلق وتأتي مثله .. عار عليك اذا فعلت عظيم ). ان الحق منتصر باذن الله ولا يمكن للمظلوم الا ان ينتصر، ولا يصح في النهاية الا الصحيح ، ولا ضاع حق ورائه مطالب ، ولينصرن الله من ينصره. وهو تعالى من وراء القصد
|