حينما ينادي اليساري بالطائفيه؟ |
من حق الانسان ان يعتنق أي فكر كان والاعتناق هنا مرهون بمدى ثقافة الانسان وتفاعلها مع الفكر الذي اعتنقه ومن حقه ايضا ان يستبدل هذا الفكر بفكر آخر ان وجد انه لا يتناسب وما يطمح اليه وان اعتناقه كان بظروف غير موضوعيه مر بها ولكن تظل هناك حقيقه ثابته وهي ان الانسان حينما يستبدل فكربآخر يجب ان يكون الفكر المستبدل اجود من السابق والذي يحدد الجوده هو معتنق الفكر نفسه وقد يكون مصيبا او مخطئا ولكنه من غير اللائق له ان يسفه الفكر السابق الذي اعتنقه لعشرات السنين وان فعل ذلك فأنه يسفه نفسه قبل ان يسفه الفكر وقد يقال عنه من الغير ماذا يقول هذا الرجل هل كان يضحك علينا ام يضحك على نفسه يوم كان يقيم الدنيا ولا يقعدها لاهجا بصواب فكره ام هو مصاب بمرض الانتهازيه المنتشر حاليا بين اوساط كثيره اذ غادرت ما كانت تعتقده وآمنت بين يوم ليله بفكر آخر لا يمت بصله الى الفكر السابق وقد تكون هذه الانتقاله من اقصى اليمين الى اليسار وبالعكس. ان يعتنق من كان يساري مشهورا بطروحاته النظريه من اجل التسويق لافكاره فكرا دينيا ( وطبعا الفرق واضح بين الدين نفسه والافكار الدينيه) ويكون طائفيا في الوقت نفسه فهذه جريمه بحق نفسه وتاريخه اذ من حقه ان يعتنق الفكر الديني ولكن يساريته السابقه تملي عليه ان ينادى بثقافة التسامح والتآخي بين الطوائف من اجل بناء الوطن الذي ادعى انه ناضل من اجله كثيرا لا ان يضع يده بيد الغلواء ويزرع الفتنه بين ابناء الشعب الواحد بعدان كان ينادي بوحدة الشعب ثم كيف يكون للانسان الذي لا يعرف ثوابت الدين ان يكون طائفيا . السؤال الذي يطرح نفسه هل مايحصل هو انتقال من فكر الى آخر وهذا حق متاح ام هي انتهازيه سياسيه للبحث عن فرص ضاعت ؟ انا اعتقد ان الفكر المتزن لا يستبدل بين يوم وآخر وان الموضوع برمته لا يخرج عن اطار الانتهازيه بعد ان ادرك هؤلاء ان قطار المصالح قد فاتهم ولابد من الركوب من المحطه الاخيره كي يصلوا الى ساحة اقتسام المنافع ليأخذوا نصيبهم من الكعكعه بعد ان فاتهم الكثير منها نتيجة انشغالهم بالتنظير الذي صدع الرؤوس وتراهم الان منهمكين للتنظير لقائد هذه الكتله اوتلك من اجل التزلف بحجة الدفاع عن الطائفه التي غادروها بل ان بعضهم غادر الدين كله ومنذ زمن بعيد.
|