الخسفة ..أسم الخوف والرعب |
لفترة قريبة كانت تلك المنطقة الجميلة مزارا للسياح لقضاء اجمل الاوقات خاصة في اوقات الربيعين في الموصل يتوجه الناس الى ناحية القيارة وبالذات الى قرية العذبة حيث الجمال والهدوء والطبيعة الخلابة والعيون المائية المعدنية السحرية والى بقعة محددة بذاتها يسميها الجميع الخسفة ,, حفرة كبيرة وجدت منذ وجود اهالي العذبة بعمق يتجاوز الستة عشر مترا وبمساحة قطرية تتجاوز المائة متر تقريبا يأتيها الناس ويتفرجون عليها ولعل البعض من الشباب ينحدر الى بطنها ليتعرف على اسرار هذه الحفرة الطبيعية ..قبل اكثر من سنة تحولت هذه المنطقة الى بؤرة للأمراض والأوبئة والى تجمع للكلاب السائبة والحيوانات الغير مألوفة وهي تتجمع حول تلك الحفرة منقادة الى حاسة شمها الحيوانية والغريزية التي تتيبع الروائح والجيف المنبعثة من تلك الحفرة والدماء التي تحيط فيها مما جعل اهالي قرية العذبة يغادرون القرية خوفا من الامراض ومن بطش داعش الذي جعل من تلك الحفرة مقبرة جماعية يستسهل امر رمي الجثث بها دون عناء وحفر قبور وردم اخرى وهو يأتي بشاحناته القلابة محملة بتلك الجثث المقطوعة الرأس والمحترقة والمشوهة ويرميها في الخسفة ويغادر وأحيانا تتم عمليات رمي للإفراد وهم أحياء وتتم مثل هذه العمليات ,,وعندما تكون الاعداد كبيرة تنزل الى تلك القرية قوات من داعش مدججة بالسلاح وتحيط بالحفرة العملاقة وتبدأ بحملة الاعدامات ولا ترمش لهم عيون وهم يرمون الطفل والكبير والحامل والعجوز الى الاعماق ..قد يصل العدد الى الالاف ففي يوم واحد رمي اكثر من ثلاث مئة شخص مجهول حكمت عليهم المحاكم الارهابية بالموت وبعضهم بالرمي من شاهق واخرى بالقتل بجز الرقاب اكثر من ثلاث مئة شخص رمي في تلك الحفرة بيوم واحد ..ذاع صيت تلك الحفرة في آفاق المدينة والمدن المجاورة لها وأصبح الناس يخشون منها ويخافون هذا الاسم بل ان اعضاء داعش صاروا يهددون الناس بها احيانا عند التحقيق مع احدهم يذكرون له الخسفة فيرتعد ويخاف ويعترف خشية من هذا الاسم المرعب اسم الذاهب له غير راجع ..قبل ايام أعدم داعش بعض من قادة التنظيم نفسه بسبب اختلافهم مع افكار البغدادي الغير ملائمة للوقت الحالي وهم يرون قواتهم تنهار امام ضربات الحشد الشعبي والجيش العراقي مما جعل البعض منهم يعترض على الاستراتيجية الجديدة لاوامر البغدادي فحولهم الى دار القضاء فقررت المحاكم إعدامهم ونقلهم الى منطقة العذبة ومنها الى اعماق حفرة الخسفة لتتلقاهم الحشرات والأفاعي والديدان النهمة والمتشوقة للجثث المتعفنة من امثال تلك الجثث .قبل ايام أمر دار القضاء في دولة العراق والشام بتغيير اسم الخسفة او الخفسة الى اسم الخسة لتلك الحفرة او التجويف الارضي ,,وكلمة الخسة لها معاني كثيرة وهي تطلق ومتداولة في اوساط الشعب العراقي ودائما ما نسمع احدهم ينعت شخص ما بالخسة او الخساسة وهو كلمة معيبة يراد منها التنكيل والحط من ذات الشخص وتصغير قيمته الشخصية بسبب عمل ما لعل كلمة الخسيس تلائم ذالك العمل ,, كثيرا ما يطلق رجال التنظيم كلمة الخسيس على العملاء الذي يعتبرونهم خونة لأنهم يتعاونون مع قـــــــوات الجيش العراقي وينقلون المعلومات للجــــــيش حول تجمعات قـــــوات داعش وتمركز قواتهم فمن يشك به يدعونه بالخسيس وأن تجويف الحــــسفة الذي اصبح اليـــــوم نقــــرة الخســـة هو مكانه الطبيعي .
ليس تجويف الخسفة او الخفسة او الخسة هو المكان لدفن وتغييب المناوئين والمعادين لداعش بل هناك الكثير من المناطق والحفر والأنهار التي تدفن وترمى فيها جثث الابرياء بسبب او بدون سبب وأختفى من أهالي الموصل مئات الناس وضاعت اخبارهم بعد دفنهم او رميهم في حفر وجدت للسياحة والتمتع بقدرة الخالق لتتحول الى مقابر جماعية غير محدودة العدد بقدرة وجبروت تنظيم جاء بثقافة الموت والقتل والتفرقة وجز الرقاب ونشر كل ما هو غريب ومعيب ويرمي بتلك التي جاء بها باسم الاسلام ويلصقها به ومنها جهاد النكاح وقتل الرافضي والمسيحي والايزيدي .
|