هذا المثل هو اسوأ مثل على الاطلاق، ويقال للذي لم تبق لديه ذرة خجل واحدة، او صفة حميدة واحدة، فهو بايع ومخلّص، اي انه لايحترم احدا، ولايهتم لاحد، وليست لديه مقدسات، وليست لديه ثوابت اخلاقية، فهو لايتورع عن فعل اي شيء يخطر على البال، ولا احد يعتب عليه ، فهو بايع ومخلّص، هذا المثل استخدمه وزير الخارجية في لقاء تلفزيوني، وصرح ابراهيم الجعفري بانه لايخشى احدا، فهو بايع ومخلّص، ولعمري انه من سوء حظ الدكتور ان يقع بخطأ كهذا، فهذا المثل متروك للشقاوات الذين يعتدون على الناس والسماسرة، والذين سقطت عن جبينهم آخر قطرة من الحياء، ولا اعلم ان شخصا واحدا يهدد شعبا كاملا، لم يفعلها اعتى طغاة العالم، والظاهر من حديث الجعفري ان الامور سيئة جدا والجماعة قربت هزيمتهم من العراق فهم قاب قوسين او ادنى منها. الجعفري تأكد ان العراق على حافة الافلاس، فهو ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يخرج فيه من الوزارة، والجعفري يغني منذ حين طويل، ونحن نستمع اليه بضجر كبير، وتنطبق عليه وعلى رفاقه في العملية السياسية المشبوهة، حكاية الصرصر الذي فتك به الجوع، فمر على جماعة من النمل في الشتاء، وهن يجففن حبوب الصيف التي جمعنها، ورجاهن ان يعطينه قليلا من هذه الحبوب ليقتات بها، فسألنه لماذا لم تدخر في الصيف طعاما ينفعك في الشتاء، فقال: لم يكن لديّ وقت فقد امضيت ايامي في الغناء، فقلن مستهزئات: اذا كان تدبيرك ان تضيع الصيف كله في الغناء، فانت جدير ان ترقص من الجوع في الشتاء، هذا وامثاله اضاعوا ثروات العراق، وهم الآن في الطور الذي لايحسدون عليه، انهم يتهيئون للرحيل، لقد كشف برميل النفط عوراتهم، وعادوا الى اصلهم الحقيقي، فهذا بايع ومخلّص، وذاك يأكل البغل من طي...، وآخر يعرف من اين تؤكل الكتف، ورابع مجدي وشايل سيفه، وخامس، يحرس وي الراعي وياكل وي الذيب. شكرا لبرميل النفط الذي اظهرهم على حقيقتهم، بلا ضجيج، وبلا تظاهرات، وبلا ضحايا، انهم يكشفون عن انفسهم ايها الاخوة، فماذا تنتظرون، اطردوهم من العراق، لانهم اعترفوا بجريرتهم، او اسحبوهم بقوة الى المحاكم، هذا كان رئيس وزراء العراق في حقبة معينة، وهو وزير اخطر وزارة الآن، وهو بايع ومخلّص، فماذا بعد، ماذا تنتظرون من حكومة وزير خارجيتها بايع ومخلّص، انتهى الفيلم وعلينا ان نضع لكل واحد من هؤلاء طينة بخده، لنعرفهم بسيماهم وبسخيف القول الذي يقولونه، وكما يقول قفل الابوذية المشهور: احط طينته ابخده العال بيّه، لايمكن الصبر بعد هذا، والمنطقة الخضراء قريبة، ولا اعتقد ان الشعب والجياع لايمتلكون من القوة ان يطيحوا بحكم حفنة اللصوص هذه. لايمكن لانسان يعرف هذا المثل ويستشهد به في لقاء تلفزيوني( بايع ومخلّص)، ماذا ابقيت للآخرين، وهل تريد ان تقول انك اسوأ الموجودين، ام انها كلمة حق جاءت على لسان قائلها بحق نفسه، وهذا اعتراف لعمري خطير، وان كنت بايع ومخلص فما بقي لسياسة العراق الخارجية، سوى النكوص والسقوط الى الحضيض، فهذا رب البيت هكذا يقول، فماذا ستكون شيمة اهل البيت، واذا كنت انت بايع ومخلص، فكيف هم من يعملون معك، من المؤكد انهم باعوا ايضا، وهذا اخطر مافي الموضوع، واعتقد ان اغنيتك هذه هي آخر اغنية، ولن تغني بعد الآن، فقد كشف عورتك برميل النفط فانت بايع ومخلّص.
|