الكلدان

 

قلتها وأقولها وأنا مؤمن بها أنّ كلّ عراقي ينتمي الى العراق هو كلداني، فالعروبة وافدة علينا، والأديان برّمتها وافدة علينا، ولرحابة العراق وقيمه وحضارته المنفتحة على الإنسان والأديان رحّب بالجميع فدان بعض العراقيين ( الكلدان) باليهودية، أوالمسيحية أوالإسلام، وإنتمى البعض منهم الى العروبة وماشابه،فكلّ عراقي سواء كان يهودياً أم مسيحياً أم مسلماً هو كلداني!.
لي صلة وثيقة بإخوتي العراقيين الذين يسمون ( الكلدان) وهم شريحة كبيرة ولها ثقلها في العلم والتجارة ولهم وزنهم السياسي والإجتماعي والثقافي في هذا البلد.
ولاأجد أنّهم يتعاملون مع الآخرين الذين لم يعطوا من أنفسهم بسبب فهمهم السئ للدين من العراقيين الآخرين اُناساً خارج منظومتهم الذهنية.
فقد تتصل بي إمرأة منهم وتسألني عن تفسير منام، أو تطلب منّي أن أدعوا لها في الصلاة، وقد أدخل غفلة على صديق من دون سابق موعد فأجده يستمع لرادود حسيني، وقد ينتظرني أحدهم في المسجد حتّى أفرغ من الصلاة لنذهب معاً نتغدّى، ولسبع سنين أقدّم برنامجاً إسلامياً مجاناً من إذاعة صاحبها كلداني، وأغلب مستمعي من الكلدان، لم يأتني إتصال من أحدهم سئ، كالذي يأتي من آخرين ...!.
وحصتهم منّي هو قلبي المنفتح على قلوبهم، ووجداني العراقي الذي لا يتقاطع مع وجداناتهم، وفهمي للأديان والقوميات الذي أجده كالماء البارد في خواطرهم، وقد نختلف ولكن إختلافنا لا يفسد حبّنا ومودّتنا وعراقيتنا!.
ندعى بإستمرار الى بيوتهم فيحترمون رغبتنا في التناول من اللحم الحلال، فيقدّمون حلالاً، هم عنوان كرمنا العراقي، وبشرانا بوجه ضيفنا.
وتضمّ مجالسهم مختلف المستويات، وهم يسألون، ويصغون، ويستمعون، ويناقشون، ويفتخرون، حتّى أكاد أنسى نفسي عندما أتحدّث بخصائص ديننا الإسلامي في مسائل لا تخصهم .
لنا في كلّ شهر تقريباً جلسة غداء يصنعها بيده الطيبة اخي الكبير عصام عسكر، وفي كلّ إسبوع لي جولة بمعية أخويّ الغاليين هاني قاتو، ورياض كثاوا.
وكان هذا الإسبوع قد زادنا نورا هو أخي العزيز صباح الصادق فكان غداءً في مطعم الأمير ولا أروع.
ولا أقول ماذا تحدّثنا لأنّي لا أريد أن أثقل عليكم، ولكنّ الأحاديث معهم ممتعة جدّاً، ومداخلاتهم رائعة جدّاً.