كيف تكون معتمداً عليه ؟ |
هناك مفاهيم متداولة ومعروفة في المجتمع الذي نعيش فيه لايمكن أن نتجاهلها مهما كانت ألأسباب والدوافع التي تحيط بنا. من هذه المفاهيم مفهموم – ألأ عتمادية- وهي التي تشير حسب المعنى البسيط – هو سلوك إجتماعي يتقرب إليهِ الناس لخلق حالة من ألأستقرار المميز في أي مجال من المجالات. نسمع كثيراً بين الحين وألاخر أن من يقول فلان شخص يمكن ألأعتماد عليه بينما الشخص ألآخر لايمكن ألأعتماد عليه . هذا المفهوم يقودنا الى موضوع الثقة من أن شخصاً ما لديه القدرة الكاملة على القيام بعملٍ ما مهما كان كبيراً أو صغيراً. مفهوم ألأعتمادية يؤدي الى الراحة وتأمين ألأمن ألأجتماعي في نواح كثيرة. أحيانا تقول لشخص ما بأنك تثق بهِ كثيرا للقيام بالعمل المكلف به وهذا معناه أنك تعتمد عليه في اداء ذلك العمل. ألأعتمادية هي نوع من أنواع الصدق في المعاملة والجد في إنجاز كافة المعاملات الشخصية والعامة. حينما يرى الناس أنك تثابر في أداء واجباتك المتنوعة دون التقاعس في أداء أي عمل ينبغي القيام به يشعرون أنك شخص موثوقٍ به ويمكن ألأعتماد علية في أشياءٍ كثيرة ربما يطلبون منك القيام بها دون ألآخرين. حينما تكون جدياً في حديثك مع ألآخرين وتنتبه كثيرا لما يتحدثون به إليك يشعرون في قرارة ذاتهم أنك شخص يمكن ألأعتماد عليه. يجب أن لاتكثر من الحديث عن ذاتك وعن ألأعمال الكثيرة التي أنجزتها كي لايتصور البعض أنك غير أهلٍ للثقة وإنما أنت تكثر من الحديث عن بطولاتك ومنجزاتك وهذا مايجعلهم يفقدون الثقة وألأطمئنان إليك وبذلك تذوب صفة ألأعتمادية تجاهك. لاتكثر من ألأستهزاء بالآخرين على أساس أنك تملك خفة الدم وطريف لأن المزاح يُذهب الهيبة وبالتالي تتراجع نسبة ألأعتمادية عليك في رصيدك من قبل ألآخرين. في حالة وقوعك في خطأ سلوكي معين عليك بألأسراع الى ألأعتراف بالخطأ كي تبرهن للآخرين أنك غير متزمت ويمكن ألأعتماد عليه في حالة إرتكاب خطأ في حقل من الحقول. لاتحاول ألأكثار من الحديث عن المساعدات الكثيرة التي قدمتها الى ألآخرين وتعزو ذلك الى صفة ألأنا المطلقة التي تتصف بها كأن تقول أنا فعلت كذا وعملت وقمت بهذا وذاك عندها ستقلل من نسبة ألأعتماد عليك – سيقول الطرف ألآخر الذي يحاول تكلفتك بأشياء معينة بأنك ستتحدث كثيرا عن العمل المكلف به وعندها ستقل درجة الاعتماد عليك. لاتنفعل في المواقف الصعبة عندها سيعتمد عليك الطرف ألآخر حينما يعلم أنك تتصرف ضمن سلوك الحياة المتزن في إتخاذ القرار. موضوع ألأعتمادية شائك وكبير وكتب عنه الكثيرون وخصوصاً في مجال التنمية البشرية . أبسط مثال لموضوع ألأعتمادية هو ما يمر به البلد في الزمن الحاضر . مثلاً حاولت فتح حساب معين من أجل إستلام مادة مالية من موقع معين أجنبي خارج العراق لتحويل مستحقات نشر لي في ذلك الموقع ولكن المسؤول عن الموقع أخبرني بالحرف أنهم لايعتمدون على أي مصرف حكومي رسمي في العراق ولا على أي مصرف أهلي تابع لأي حزب من ألأحزاب لأنهم يفتقدون الى ألأعتمادية في التعاملات المالية مع الدول الخارجية وبذلك فقدت مبلغاً محترماً كان من الممكن أن يسهم في توفير حاجيات لابأس بها تتعلق بحالتي الشخصية. إذن ألأعتمادية سبب مهم في وضع ثقة ألآخرين بالطرف ألآخر سواء كان يتعلق بألأشخاص أو الدول . من المؤسف جداً أن بلدنا العزيز لم تعد له أي إعتمادية لدى الدول ألأخرى وهذا ناجم عن أسباب كثيرة معروفة للجميع ربما نتطرق إليها في مواضيع أخرى ذات صلة بحركة الحياة .
|