ابنتي افنان ...حزن وفراق


كلمات اكتبها بدموع الحزن والفراق "افنان" ابنة اخي الاكبر الحاج ايوب الملا حفظه الله، فهو بمقام والدي ولي مع هذه الطفلة رحمها الله قصة حركتها مشاعر الفراق بيني وبين اهلها، بسبب هجرتهم خارج العراق وما يزال الحنين والحب لهم في قوته واوجه، تزوجت عام ١٩٨٥ ولم يقدر الله لي أن ارزق بطفل على مدى خمس سنوات وفي عام ١٩٨٩ قرر اخي الكبير "أبو احسان" أن يعطينا طفلاً بنيّة التربية وليس التبني، لأننا نعلم أن التنبي بالاسلام حرام قال الله تعالى "ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ " وهنا اتفقنا ان نربي ما سياتي من رزق لاخي وبذلك يسد علينا فراغ عدم وجود طفل بيننا، ولأنكم تعلمون أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا، وفي أثناء الحمل أو في نهايته قدر الله لي أن ادخل السجن وهنا فقدت دراستي في المعهد العالي لاعداد الائمة والخطباء في الاعظمية، أعظمية الحب والتعايش والطيب، وفقدت عملي كإمام في مسجد الحدادة في البصرة في وقتها وصعب عليّ ان انفذ المطلب الذي اتفقنا عليه، فكيف لي أن أرعى ولداً او بنتاً وأنا وراء القضبان لا اعلم مصيري، ورزق أخي ببنت رائعة الجمال كالبدر رقة وخفة وبراءة، وبعدها صدر عفو وخرجت من السجن ورزقت بولدي "عبدالرحمن" قرة عيني ومفتاح الخير علينا، ولكن بقيت ابنتي افنان عند اهلها وهي تعيش في داخلي هذه ابنتي لو لم أسجن أو أرزق بذرية لكانت تحت كنفي ولم أعلم مايخفيه القدر لنا من اكدار واحزان اصيبت حبيبتي افنان بمرض "فقر الدم المنجلي " وبقيت تتلقى العلاج لسنوات وبذل ابوها جهوداً لانقاذها ولكني انظر لها انها ابنتي! وجاء اليوم الموعود لاستبدال دمها كما هو المعتاد في مرات متكررة فذهبت مسرعا للمشفى العسكري الذي كان عندهم نوع الدم وكان لي علاقة مع آمر المشفى لأني كنت إماماً للجيش فترة الخدمة العسكرية، وعند رجوعي الى مشفى الاطفال وجدتها قد فارقت الحياة وأنا أحمل كيس الدم بيدي حينها سقط قلبي بين قدمي واعتصرني الألم وذابت روحي بين أحشائي فقد فشلت بايصال كيس الدم لها وسبقني ملك الموت فاخذها صبية طاهرة فنظرت الى سرير الموت وقبلت وجهها الباسم وكأنه اختطفت روحي معها كانت طفلة جميلة بعيون خضراء طالعتها على فراش الموت فلم اقدر على التعبير سوى دموع ساخنة يصحبها الندم لما لم تكن عندي وفي بيتي؟ ولكن الجواب الالهي هي ليست لك ولا لابيها وليست لامها واخوتها انها طير من طيور الجنة، وفي زيارتي الاخيرة الى البصرة ٢٠١٦/١/٢٥صباح يوم الاثنين زرت قبرها وجلست عند رأسها اتحدث معها لأقول لها أيتها البنت الصغيرة الجميلة هل تذكرينني انا ابوك وعمك الذي أحببتك واحببتيني، هل تذكرين كلما جئت لبيتكم تبتسمين بوجهي وتضحكين ولا اسمع صوتك لانه كان خافتاً يقتله المرض ويخفيه، لكن ابتسامتك كانت هي الاكبر "اهلا عمو خالد" أم نسيت عمك المقصر في حقك لو قدر الله لك الحياة لكنت عروساً حولك أطفالك الذين يحملون جمالك، لكننا لانعترض على امر الله عز وجل احسست بارتياح وأنا اتحدث معها حديث الاموات، وشعرت أنها طير من طيور الجنة ننتظر شفاعتها جميعاً يوم القيامة.
سوف تبقين في ذاكرتي وحبك مغموس في قلبي وصورتك لن تغادر مخيلتي، ها أنا اجلس أمامك لاقول لك أنتم السابقون ونحن لاحقون بك ياحبيبة قلبي ومهجة فؤادي، سوف تبقين في ذاكرتي فانت ابنتي التي لم يقدر لي القدر أن أرعاك سامحيني ايتها الصغيرة فقد جئت طالباً السماح منك ومن أهلك ولقائنا بين يدي الله بكيت حتى ملت الدموع مني تذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم لولده ابراهيم" إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إنا على فراقك يا أخي لمحزونون"