يشتد ينا الوجع والالم ونحن نحاول ان نتحدث عن الصورة الحقيقية في كوردستان على شكلها الحالي والتي تغيرت لعدة اسباب اهمها عدم الشعور بالمسوؤلية الوطنية والقومية ، وافتقاده في عللم السياسة الكوردية التي ترسم الحياة بما يتطلبه الظروف ، ولكنها استبدلت بحب الذات والتفكير بها والسعي لبلوغها مع كل خطوة وقرار، لذلك فالتغيير الحاصل في بنية كوردستان الاجتماعية قسمت الناس الى عدة طبقات ، فهناك طبقة هو المستفيد المباشر اعمى الله بصرهم وبصيرتهم ولا يرون الاشياء بحقيقتها الا ضمن زاوية المحددة التي تريحهم ، وهم الاسياد في كل شيء ، وهناك طبقة تسعى الى ان تصل اهدافها على حساب الاخرين ، فنراهم يعملون كل شيء ويواجهون اصعب الظروف والحالات فمنهم من يصيب مرة ويخيب مرات عدة ولا يهمها النتيجة ، وهناك طبقة اشتدت به الظروف ليعيش على فتات الموائد ولكن وهو على امل ان يفرح كسائر الطبقات في عيشه المستعصي ويرضى به عسى ان يتغير الايام ويرسي به المركب في شاطئ ألأمن .....
لقد تغيرت كوردستان في لونها وشكلها واصبحت غارقة في همومها تندب حظها العاثر، تحاول ان تقول شيئا ، ولكنها حبيسة ولا تقدر ان تكشف مافي صدرها ، كوردستان التي كانت تفرح لكل افراح الناس بدأت تبحث عن فرحة لنفسها لتفرح كسائر الدول والأقاليم ، لقد غابت الفرحة عن كوردستان اسوة باهلها جراء سطوة بعض من اصحاب النوايا السيئة على مقاليد الحكم واصبحوا مسوؤلين ويتحكمون بإيرادات الشعب وقوته اليومي حتى اصبح الحصول على عليه من المكتسبات المهمة ، بمعنى ان كورستان واهلها قد اصبحوا في حالة يرثى لها بسبب عدم حصوله على رواتبه المستحقة التي سببتها الانهيار الاقتصادي الشامل للحياة في كوردستان جراء سياسة مالية منكمشة على نفسها ما سببت في مديونية تجاوزت عشرين مليار دولار اضافة لتراكم اربعة رواتب للموظفين الذي لم يتم صرفه في موعدها المحدد ، بمعنى ان حكومة اقليم كوردستان هي التي يتحمل الانهيار باعتبارها هي المسوؤلة عن ذلك ، وهي التي سلكت سياسة مالية خاطئة اودت بالحالة المادية لعموم ابناء كوردستان وما هو علية الآن ، ولم يشاور احداً في مشاريعه المالية والتنموية ، فسلكت حكومة اقليم كوردستان طريقاً ملتوياً حين سيطرت على الثروة النغطية وتصرفت بها على انها ملكها الخاص خصوصا حين بدأت عملية تصديرها بشكل عشوائي غير منظم بالية التصديرالمتبعة ، بمعنى ان القائمين على الية التصدير تناسوا ان هذه هي ثروة الشعب باجمعه ينبغي الحفاظ علية من هدر ايراداته بما يحلو لكل ما هب ودب ، جتى وصل الامر في كوردستان الى ان تقف على الحد من افلاسه وانهيار بنيته الافتصادية والتنموية...
لذلك نجد ان كوردستان قد ضاعت بين التصريجات الهابطة وغير مسوؤلة حول هذه الازمة المالية التي يعانيها والتي يحاول كل طرف تبرئة ساحته والقاء اللوم على الاخرين ، بمعنى ان الذين سببوا الازمة هم معروفون لدى قطاعات واسعة من ابناء شعبنا الكوردي وهو يسعون الان الى اشعال نار الفتنة الكبرى في المنطقة التي لا يدفع ضريبتها الا الكورد وحدهم ، والتي نؤدي حتما الى فشل تجربتها الناهضة وتعود عقارب الساعة الى الوراء ليبدأ فصلا جديدا من المعاناة والويلات ، بمعنى ان ورقة حكومة اقليم كوردستان التي لعبتها هي ورقة خاسرة قياساً لما تمخضت عنها من خراب في المال والاقتصاد ، وتركت كارثة اقتصادية كبيرة و ستكون بداية للانهيار الاقتصادي الشامل في كوردستان ، بمعنى ان القائمين على ادارة الاقليم قد وضعوا الاقليم على حافة الانهيار لسبل الحياة وديمومتها ، و ان الحياة في كوردستان تحولت جراء هذه السياسة المالية الفاشلة الى نقمة حقيقية يصعب التكهن بنتائجها على الميدان السياسي ...
وعلى هذا الاساس اجد من الضروري ان انوه اى حقيقة مهمة انه ليس من المعقول ان نمنح حكومة الاقليم حق البقاء في السلطة وهي سائرة في طريق الخطأ ، ولا تحاول ان تجد معالجة سريعة للازمة التي بدات تظهر نتائجها على الميدان وتهدد حالة الاسنقرار في الاقليم مما ستؤدي الى ما تحمد عقباه ، بمعنى ان استمرار الحكومة في عملها ستعقد الامور وتزيد من فرصة قيام انتفاضة جماهيرية كبيرة التي نخافها ان تحضر ويجرف كل ما تحققت خلال السنوات العشرين الماضية ، وها يعني ان افضل وسيلة لتفاديها هو ان تعلن الحكومة عن انسحابها قبل ان تترك الازمة فعلتها في قلوب مواطنيه الذين ينتظرون ردة فعل قوية من الحكومة لتنقذ ما بقي للانسان الكوردي من كرامة وطنية وقومية في وقت ينبغي تظافر الجهود للحفاظ عليها من ان يمسها سوء ، لذلك مع كل اطلالة يوم جديد نظل نترقب الاوضاع ليقول لنا حكومة الاقليم ما يجول في خاطرها للازمة التي دقت ناقوس الخطر في كل ارجاء كوردستان ، ولان الحلة اصبحت في كوردستان مخيفة والخوف من قادمها سيكون أخطر...