اصعب موقف يمكن ان يمر به الانسان عندما لاتحتويه بلاده، ولاتحفظ كرامته، وعندما تتنكر له الحكومات ولاتقف بجانبه، وتزيد من ذلته وهوانه، اغلب العراقيين مروا بشكل او بأخر بحالات يومية من الذل والهوان والاهانة ايضاً وهم يحاولون انجاز معاملة رسمية، فعدا ايام الانتظار والتأخير وروح وتعال باجر، هناك الشبابيك الصغيرة، و(الوكفة الكسيفه)امامها بأنتظارفرج قريب، وطلبات لاتنتهي من الصور الشخصية الحديثة وجلب التأييدات الثبوتية الاربعة يرافقها صحة الصدور الذي صار العقبة الاكبر في طريق انجاز اي معاملة مهما كانت بساطتها، الخ من تفاصيل لاتنتهي ... ولعل الفيديو القصير الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لرجل عراقي مسن وهو يلوح بهويته الشخصية التي استغرق لاجل الحصول علي بدل تالف عنها، مراجعة الجهات الرسمية نحو 8 اشهر، هذا الرجل حلف ان يجلب الموسيقى الشعبية كأنها في عرس حقيقي لتعزف امام مقر دائرة الجنسية العامة تعبيراً عن فرحته ، لكنه اوصل رسالة ساخرة وساخنة لكل من يعنيه الامر .. حتى ان البعض علق بالقول فيما اذا حاول كل مواطن جلب موسيىقى صاخبة حالما تنجز معاملته المتأخرة عندها ستصبح بغداد مثل سوق الصفافير لايبتين منها صوت عدا صوت الصفارين وهم يدقون على صناعاتهم النحاسية الصفراء..
المشكلة ان معظم دوائر الدولة لم تزل تتعامل بالورق، والصادر والوارد بطريقة يدوية بطيئة لاتوازي الزيادات في الطلبات والسكان والرقعة الجغرافية او غيرها من مقاييس العمل، دخول المنظومات الالكترونية في خزن الملفات لم يزل متعثرا على نحو كبير، مقابل قلة خبرات العاملين عليها، كما ان الحل السحري الذي اعلنت عنه الحكومة لاكثر من مرة واقصد البطاقة الوطنية الموحدة لكل مواطن لم يزل في اولى خطواته ولم نقطف ثماره حتى الان، والمضحك ان آلية واحده فقط هي القادرة على تسريع اي معاملة او حتى قفزها وتجاوزها لكل موانع الطريق، وتلك الالية هي الوساطات واستخدام العلاقات الشخصية وباجات المسؤولين مع اولادهم والاسرة الحاكمة،