لو حريج لو غريج

سمعت حين كنت صغيرا ، وربما كلنا سمعنا من شيوخنا وكبار السن لدينا قولهم 
بغداد لو (( حريج )) لو (( غريج )) . وقصدهم أما حريق أو غريق 
وهذا ككل أقوالهم التي كنا لانصغي اليها أو نسخر منها .

واليوم ، وقد فعل (( الحريج )) فعلته واحترق كل العراق وأغرق بالدم في مسلسل متعدد الفصول والحلقات . فلم يتبقى من مقولة ذلك الشيخ الا (( الغريج )) .

والسؤال هو :

هل ستكون رواية وحكاية سد الموصل التي ظهرت الآن على مشهد القلق العراقي المتجدد هي الصفحة الأخيرة من مخطط القضاء على ماتبقى من العراق والأنتهاء من شيء أسمه الدولة العراقية ذات الحدود المعلومة والبناء والوجود المعلوم ؟ .

فأذا تابعنا مسيرتنا (( الديمقراطية )) منذ الفجر المبارك لما يسمى (( تحرير العراق )) لحد الآن سنجد انها حلقات متصلة ببعضها لغرض ايصالنا الى نقطة الأنتهاء من قصة اسمها العراق الكبير ، وانه مخطط يجري بدقة وعناية تم رسمه منذ عقود سابقة .

والآن يتم تبادل الأدوار بين الزعامة الأمريكية وذيولها (( داعش + حكومة المنطقة الخضراء )) لأكمال الحلقة الأخيرة من مسلسل التخريب الذي تعاونت على تحقيقه وجوه العملة الواحدة طيلة هذه الفترة .

فهل ستكون الخطوة القادمة والهدف القادم اغراق العراق . . ؟ . .

والأنتهاء مما تبقى منه واعادته الى عصور ماقبل التاريخ كما وعد الأبن البار (( بوش )) .

فتصبح هذه المنطقة عبارة عن ضيعة رسوبية فارغة تمتليء بالواحات وتنشأ عليها ممالك صغيرة جديدة وقصور طينية لخلفاء جدد .

بعد ان يحمل الخلفاء الحاليون حقائبهم ويعودون من حيث جاءوا معززين بمال الخزينة العراقية الذي نهبوه لبناء أمجاد شخصية لهم لن تزول في بقاع الأرض الهادئة .

أم ، هذا تأجيج والهاء وخرافة كخرافات شيوخنا وكبار السن الأفاضل التي كنا لانصغي اليها أو نسخر منها . . ؟ . .