هموم عراقية

أن غياب المساواة في الحقوق والواجبات بين الحكومة نفسها وبين مكونات الشعب العراقي يجعل من الصعب علينا ان نفهم ماذا يُقصد بالتعايش السلمي في بلدنا العراق ، هل يُقصد به أعطاء دور للمحاصصة السلبية والهوياتية التي تستبعد كل قيم التنمية النفسية والأجتماعية . أم يُقصد به تحول الهوية الفرعية إلى مؤسسة ننتمي إليها وننفصل عن هويتنا الوطنية . هل بدأنا نحس بأن الهوية الفرعية أصبحت معيار للتعايش المجتمعي بدليل تحول العشيرة إلى قوة وكيان فرعي مُسيسة مذهبياً وتصبح فجأة فوق الجميع بل وفوق القانون . هل العلاقات الدينية القائمة أساساً بين اﻹنسان وربه تغيرت بقدرة قادر وأصبحت مجاﻻ لممارسة اللاعيب السياسية . وهل أصبحنا نرى  مؤسسات تمثل الهويات وتعزز العصبية الهوياتية وتحتكرها مادياً ومعنوياً، وأن تتحول المؤسسة الأمنية والعسكرية وتتفكك الى قبائل  وعشائر ومذاهب وأحزاب تصنف فيها الحقوق والمكانة والسلطة بحسب الانتماء إلى هذه القبيلة أو العشيرة أو ذاك الحزب أو المذهب . أو عندما تتبلور لدينا ثقافة سياسية وأمنية تقوم على النرجسية ( حب الذات ) في التعامل وعلى حساب حياة الشعب وقوت يومه . أو عندما تكون الهويات الفرعية حاضرة دائماً في المجالس الفرعية فلماذا يتم التفاعل معها ورعايتها بالرغم من تأثيرها السلبي على المجتمع . وعندما نرى وجود تحالف بين المؤسسة العسكرية والأمنية مع التيارات الأسلامية . وبالنتيجة حين ننظر الى العراق لا نرى أستمرارية دولة وانما نرى استمرارية العائلة الحزبية الواحدة التي أصبحت دولة  .  فدعوني أقول .(من هنا تبدأ المشكلة) .. وأقف محتاراً وأقول من أنا ؟ هل أنا عراقي وفق أنتمائي للهوية الفرعية أم أنتمائي للهوية الوطنية ؟؟