أبناء جيلي قد يتذكرون أحمد حسن البكر يوم وقف خطيبا في جموع بمظاهرة رسمية. هتف أحد المتظاهرين فقطع خطاب الريّس. صاح به البكر صيحته القبيحة: "انجب"! من يومها صار محط سخرية العراقيين، فتناوشوه بنكاتهم أقول هذا عن الذي يشتم الآخرين، فكيف بكم بالذي يشتم نفسه؟ وزير خارجيتنا الحالي شتمها باعتزاز واعتداد كبيرين. أتعس شتيمة يوجهها العراقي لخصمه او ندّه ان يقول له: انت "بايع ومخلّص". ليش؟ لأنها تختصر كل الشتائم. تعني: أنك بعت ضميرك ووجدانك وخلّصت بحيث لم يبق عندك ما يستحق الاحترام. لذا انها واحدة من الشتائم التي يقذفها شخص على آخر ولا يمكن ان يقذفها على نفسه حتى لو كان هو القذافي. لا اظن ان عراقيا عاقلا يحترم نفسه ولو قليلا قالها عن نفسه من زمن جلجامش الى يومنا هذا. فمن غير المعقول ان يهين المرء نفسه بنفسه. لا يفعلها إلا من به داء علمه عند الله. عندما يخرج مسؤول على فضائية وامام دول العالم معترفا بأنه "بايع ومخلص" كيف ستستقبله تلك الدول؟ منصب وزير الخارجية أهم من منصب رئيس الوزراء والجمهورية امام المحافل الدولية. انه دولته امام الدول. لذا عليه أولا وقبل كل شيء ان يراقب لسانه الذي إن أهانه اهان الدولة وإن صانه صانها. لمن لا يعرف منكم فإن أميركا تهتم باختيار وزير خارجيتها أكثر من اهتمامها بالرئيس المنتخب. لذا ما من مرشح رئاسي الا ومعه الذي ينوي تعيينه وزيرا للخارجية. وكأنهم في هذا يقولون للرئيس المرشح: قل لنا من هو وزير خارجيتك لنقول لك من انت. والأكثر من هذا ان الرئيس الأميركي حين ينوي الاستقالة لا يقدمها للكونغرس، ولا للبيت الأبيض، بل الى وزير الخارجية. وهذا قطعا مشروط بان لا يكون الأخير "بايع ومخلّص". ولو كان كذلك لما قدم الرئيس ريتشارد نيكسون استقالته إلى وزير الخارجية هنري كيسينجر في العام 1974. الك الله يا قلبي الك الله ,, يعينك عالمصايب الك الله
|