الدولة الكردية على أبواب العراق رغم أختباء الأكراد وراء الصراعات مع بغداد والإستجابة للمطالب الغربية

بغداد – يسير العراق بخطوات متثاقلة باتجاه التقسيم القادم على البلاد لا محالة، بتخطيط ورعاية من بريطانيا وأمريكا وتنفيذ ساسة العملية الإحتلالية الجديدة، وعلى رأسهم نوري المالكي ومسعود البارزاني اللذان يعملان على ايصال البلاد للتقسيم من خلال صراعاتهما المعلنة على توزيع السلطة والمغانم.

وتدعي القوى والأحزاب الكردية والحكومية أنها تتعرض لضغوط قوية من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتركيا لعدم إعلان الدولة الكردية المستقلة، في حين أن الواقع الفعلي يؤكد أن اربيل وحتى بغداد بدأت تتعامل رسميا مع دولة كردية مستقلة في شمال العراق وتؤسس لدول أخرى تكمل مثلث التقسيم الأمريكي والبريطاني الذي خطط له الثعلب الصهيوني ووزير خارجية امريكا السابق هنري كيسنجر.

وقالت وسائل إعلام عراقية وعربية اليوم الثلاثاء ان قياديا كرديا، لم تذكر اسمه، كشف لها أن الإدارة الأمريكية أبلغت رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بأن الولايات المتحدة وتركيا لن تدعما أي مسعى من جانبه نحو إعلان دولة كردية مستقلة.

وأضافت أن القيادي الكردي قال أن الولايات المتحدة أعربت لبارزاني "عن تأييدها للحوار مع بغداد، وأوصته بالسعي مع قيادات الأحزاب العراقية إلى تجاوز هذه الأزمة وتطبيع العلاقات بين القوى السياسية الكردية والعراقية لحماية التجربة الديمقراطية في العراق".

ونقلت عن القيادي الكردي قوله إن "الإدارة الأمريكية أبلغت قبل نحو أسبوعين البارزاني بألا يعول على موافقة أمريكا وتركيا في سعيه للانفصال عن العراق، أو الإقدام على خطوة تشكيل الدولة الكردية المستقلة، وقالت إن على البارزاني ألا يعتمد على دعم أمريكا وتركيا للتوجه نحو هذا الخيار".

وأعربت وسائل الإعلام عن خشيتها من مواقف تركيا تجاه إقليم كردستان، وذكرت نقلا عن القيادي الكردي "لا أعتقد أن تركيا التي تتجاهل قضية إنسانية بمستوى القضية الكردية في تركيا، وهي قضية شعب تعداده عشرون مليونا تتكفل كل القوانين والأعراف الدولية بحقوقهم الإنسانية والقومية التي تنتهكها تركيا، يمكن أن تأتي اليوم لتناصر قضية بحجم تشكيل الدولة الكردية والانفصال عن العراق".

وقد شارك رئيس الجمهورية جلال الطالباني في ممارسة دور التمويه، من خلال تصريحاته التي اعرف فيها عن خيبة أمله حيال التصريحات الصادرة عن ياسين مجيد، القيادي في ائتلاف دولة القانون، والمستشار الإعلامي السابق لنوري المالكي، ضد مسعود البارزاني، التي وصف فيها رئيس إقليم كردستان بأنه خطر حقيقي على العراق، وأنه يسعى لتكون كردستان أقوى من بغداد، فيما اتهم بعض الكتل السياسية وخاصة القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي بـ "السير" خلفه.

الطالباني، الذي يقول أنه يعمل على تطويق الأزمة السياسية التي تعصف بالعراق منذ شهور، وصف في بيان رسمي صدر عن مكتبه، تصريحات مجيد بـ«الطائشة» معتبرا إياها بمثابة "دعوة للحرب". وقال إنه "في الوقت الذي ننهمك بتهيئة الأجواء الودية لتطبيع العلاقات بين القوى السياسية تمهيدا لإجراء الحوارات الثنائية والثلاثية والجماعية من أجل حل الأزمة الراهنة في العراق، يطل علينا النائب ياسين مجيد بتصريحات استفزازية خطيرة تشم منها رائحة الدعوة إلى الحرب، ضد الرئيس مسعود البارزاني".

القائمة العراقية وصفت، من جانبها، تصريحات مجيد بأنها "دليل إفلاس الذين يمثلهم وفشلهم في تقديم الخدمات والأمن للشعب العراقي". وطالبت في بيان رسمي "نوري المالكي أن يلزم فريقه باحترام الشركاء في العملية السياسية ونضالهم ضد الديكتاتورية عبر التاريخ، وأن يلجم التصريحات غير المسؤولة والمزايدات الفارغة وافتعال الأزمات غير المبررة بعيدا عن هموم المواطنين".