الرهان على الحصان الخاسر

في الوقت الذي يبقى الصراع متنامي بين القوات الامنية العراقية من جهة وبين تنظيم داعش من جهة اخرى هناك اطراف اخرى موجودة على الارض مثل الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر واطراف تسعى ان تفرض نفسها لكنها لم تنجح حتى الان وكما هو معلوم ان حمل السلاح في اي ارضٍ ومكان لابد من بعد سياسي حاضر في ذلك المشهد وهذا ما يحدث هنا في العراق حيث نجد ان للحشد الشعبي فريق سياسي يتبع خطاه مرة ويقوده اخرى. 
سياسيو صلاح الدين مثلاً يعتمدون على الحشد بشكل كبير ومن حيث التفكير المرحلي، الامر منطقي خصوصاً بعد تحرير مناطقهم ومسك الارض هناك وكما يقول مشعان الجبوري النائب عن المحافظة ان صلاح الدين تقريباً امنة بفضل الحشد بيد ان السؤال لو كنا اكثر عمقاً وامتلكنا بعد نظر كم سيستمر  حصان الحشد في المسير و الى اي نقطة؟  وهل الرهان على ذلك الحشد من حيث التفكير الاستراتيجي صواب !!!! 
جواب هذا السؤال   يوصلنا الى سؤال اخر اكثر اهمية هل امريكا تقبل بأن المعادلة العراقية بهذا الشكل وهل ان الحشد باقي على وضعه الذي كان عليه ، امريكا رفضت ان يدخل الحشد الى مدينة الرمادي وجَيرتْ الانتصارات الى الجيش ونجحت في ذلك والان الانباء تتحدث عن وجود قوة امريكية في قاعدة سبايكر رغم وجود نفي من بعض الجهات لكن لو فكرنا بأن هذا النفي تأكيد وفق قاعدة بعض وكالات الانباء بان النفي يعني ان الخبر حقيقة اذا نحن امام رمادي جديدة  في محافظة صلاح الدين. 
الرهان على الحصان يحتاج الى شيء من الهدوء والعمق في التفيكر حتى ان كان ذلك الحصان قوياً لكن هو الان بدأ يكبر في السن واذا كان لديه القدرة على قطع ١٠٠٠متر في الامس القريب  فهو اليوم يقطع ٥٠٠ متر فقط وربما غداً ٥٠ متر ، هذا لا يعني انك تعلن الحرب عليه لكن لا ترمي كل اوراق خلف الرهان الخاسر.