لماذا نحن متفاجئون

قبل ان نتحدث عن انهيار او عدم انهيار سد الموصل تعالوا نتحدث عن الانهيارات التي حدثت في بلدنا وهي  انهيارات اكيدة ونعيشها اليوم وكل يوم .
اهم هذه الانهيارات هي انهيارالمنظومة الاخلاقية بالكامل , تفشي الفساد وتقسيم المجتمع الى مكونات مذهبية وعرقية وتفشي الامراض والاوبئة وانهيار المنظومة الاقتصادية  .
رحم الله امير الشعراء احمد شوقي حين قال ( انما الامم الاخلاق مابقيت  فأن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا ) , ان الانسان العراقي قد تعرض للانهيار من خلال الممارسات القمعية التي مورست ضده من قبل النظام السابق واجهز عليه النظام الحالي ولم يبقي به شيء يذكر سوى الخراب , لماذا تقيم الدنيا ولاتقعد عندما  نتحدث عن احتمالية انهيار سد الموصل وكأننا نتفاجأ بسوء الادارة او ربما هنالك شبهة فساد .؟


هذا مصير الشعب عندما يكون الغبي حكيماً والموتور عادلاً واللص قاضياً والمعتدي مظلوماً والمرتشي نزيهاً والعميل وطنياً , كل شيء فيه سينهار .

لقد انهار العراق ولم نفعل شيئاً انظروا حولكم هل تشاهدون مايدل على القيم الانسانية التي هي عماد كل شعب حي , الهجرة شغلنا الشاغل , الهروب من بلد يحترق هو جل اهتمامات شعب يحتضر .

لماذا أذن نخشى من طوفان اخر يجتاحنا وهل ( يخاف المبلل من المطر) , طوفان الموت سبق طوفان الموصل المرتقب , طوفان الفساد سبق طوفان الموصل المرتقب , ثقوا ان حصل طوفان الموصل ستصل المياه الى الجنوب ولن يتحرك شعبنا لانه مخدر ومشللول وبائس ومحبط وقد يكون بغيبوبة عميقة .

ليكن الطوفان لكي يصحى الشعب من سباته, نحن بحاجة الى ثورة اجتماعية ولم تعد الكرة بملعب الحكومة , الحكومة تقول  الفساد منتشر والجريمة المنظمة تتحكم بالشارع , الكرة الان بملعب الشعب اذا رغب العيش بكرامة فما عليه سوى النهوض .