حيدر العبادي أميركا تضحك على الجميع شيعة وسنة‎

لاتزال أميركا تنفذ خططها الستراتيجية في العراق والشرق الاوسط وهي خطط بعيدة المدى ومرسومة بدقة وعناية وتعديلاتها مستمرة حينما تدعو الحاجة لذلك  وأميركا لها أسلوب عندما تريد أن تحطم بلدا أو خصما أو منافس على نفوذها في منطقة ما وهو أسلوب النفخ والتضخيم بالخصم والامثلة كثيرة فقبل دخول العراق الكويت ظلت وسائل الاعلام الاسرائيلية والاميركية والغربية تردد مقولة الجيش العراقي يمتلك 55 فرقة عسكرية عدا فيلق الحرس الجمهوري والجيش العراقي هو الجيش الرابع في العالم ويستطيع أن يصل الى حيث يريد ناهيك عن أمتلاك العراق الاسلحة الكيمياوية والبايولوجية والمدفع العملاق الذي صممه العالم الكندي البلجيكي جيرالد بول والذي تم قتله من قبل الموساد أواخر الثمانينات وصدق صدام حسين والعرب هذه المقولة وأن العراق يمتلك جيشا لايقهر وتناسى الجميع أن الشركات الالمانية والهولندية والاوربية والبرازيلية هي من زود العراق بتكنلوجيا هذه الاسلحة ولم يصمد الجيش العراقي أمام القصف الجوي للتحالف الدولي الذي تم تشكيله لغزو الكويت وعندما بدأ الهجوم البري كانت أغلبية الوحدات أما ممزقة أو خالية من أغلبية جنودها بسبب التسرب والهروب ولاميركا تاريخ أسود في تغيير الاصدقاء والاعداء فنوريغا الذي كان يحكم بنما أنتهى به الامر من حليف لاميركا الى سجين في سجونها بعد غزو بلاده من قبل الاميركان وماركوس في الفلبين الذي خدعته اميركا خدعة كبرى وشاه ايران الذي صدق أن الاستثناء الوحيد لقاعدة أن التاريخ سيعيد نفسه سيكون هو عندما أوهمه بريجنسكي أن حفيد الجنرال زاهدي سيكرر نفس سيناريو جده الذي فعله عام 1952 وسيعيده الى ايران  التي هي نفسها تصدق أن اميركا تخاف منها وتحسب لها الف حساب مما جعل الايرانيين يصابون بالغرور والسعوديين باليأس ونسي الايرانيون أن ألاميركان هم من أكبر منتجي الافلام الهوليودية وأنهم عندما يفكرون ويخططون كما أسلفت يخططون لعقود قادمة وليس لسنة أو شهر كما تفعل حكوماتنا وخصوصا حكومات مابعد 2003 التي كانت تعتمد مقولة أصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب وأميركا التي سكتت  وغضت النظر عن تجاوزات السياسيين الشيعة في العراق ومليشيات القتل الطائفي وأميركا نفسها التي فتحت أكاديمية لتخريج عتاة الارهابيين والقتلة في سجن بوكا لم تفعل ذلك بدون حساب وانما بحسابات بعيدة المدى وأميركا لايهمها أن مارس الشيعة طقوسهم الدينية وتحرص على حريتهم وهي التي سكتت لعقود طويلة عن ممارسات نظام صدام حسين ضدهم مثلما سكتت عن ممارسات نوري المالكي وأتباعه ضد السنة والذين نالهم القتل والتعذيب والحرق والمخبر السري وغيرها من الممارسات علما أن أميركا كانت تعلم علم اليقين أن الارهابي يخرج بسرعة من السجن لانه هناك من يدفع مئات ألوف الدولارات لاخراجه والبريء الفقير هو من يظل في السجن وبمراجعة بسيطة لسجلات الاجهزة الامنية تجد أن اخطر الارهابيين سبق وأن تم أعتقالهم لعدة مرات وتم أطلاق سراحهم لعدة مرات وغيرها من الامثال التي يعرفها الجميع ولكنهم ينسوها
ولن أطيل عليكم جميعا فلقد أوصلت أميركا العراق الى بلد نسبة الفقر فيه تصل الى أربعين بالمئة وبلد مفلس لايستطيع دفع رواتب موظفيه وخزينته وأقتصاده نسبة النمو فيه متوقفة وهي تتفرج الان على المليشيات وقادتها الذين لايخجلون من التصريح بأنهم يوالون نظام أيران بل ويريد البعض منهم تطبيق نظام ولاية الفقيه وبعضهم يريد جعل الحدود مفتوحة مع أيران مثلما تريد داعش ألغاء الحدود بين العراق وسورية وكما وسبق وأن ذكرت لكم في مقال عودة الوعي لشيعة العراق بقرار اميركي أن اميركا لم تقدم كل الخسائر البشرية والمادية لاجل تسليم العراق لايران وكأن أميركا جمعية خيرية وأقول لكل المشاركين فيما يسمى العملية السياسية الحالية أن النفط لن ترتفع أسعاره وأن أميركا هي من تحدد سعر النفط عالميا وخصوصا بعد الانهيار الاقتصادي عام 1986 والنفط لن يرتفع بدون أن يتم تغيير البنية السياسية لنظام الحكم في العراق والشرق الاوسط وبعد أن يتم قتل المتطرفين من السنة والشيعة في معارك داعش التي هي صناعة أميركية مئة بالمئة والخطط الاميركية المحدثة أخيرا تشير أن مابعد تحرير الموصل لايشبه ماقبلها وأن تغيير حكومة العبادي وتغيير البنية السياسية لنظام الحكم في العراق قادم لامحالة  وسنشهد عراقا جديدا بعد تحرير الموصل والقضاء على قوة داعش والوجوه الكالحة التي حكمت وسرقت العراق ستجدونها مطاردة هاربة بين الدول الى أن تعيد ماسرقته ويستتبع ذلك تغييرا مجتمعيا صدقوني أيها الاخوة القراء نحن مقبلون على تغييرات جذرية حاسمة ومقبلون على وجوه جديدة وكل من يتكلم بتقسيم العراق هو كاذب لانه يريد أن يخوف العراقيين بفزاعة كذبة التقسيم الوهمي للعراق وسوريا وكذبة الدولة الكردية  وستشهد الفترة المقبلة دخول قوات اميركية وعربية للعراق ولمن لايعلم فان هناك فرقة جزائرية تتدرب الان وتستعد للتواجد في العراق وسوريا وبموافقة الحكومة العراقية وموافقة بشار الاسد وهناك احتمال لدخول قوة مصرية وهناك مقولة سياسية تقول من يملك القوة سيمتلك المال والسلطة وبدلا من أن تقوم أميركا بقمع الشيعة سيقوم الشيعة أنفسهم بقمع قادتهم وقمع من يحول التشيع ايرانيا وليس عربيا أصيلا وسيجد السنة أنفسهم راضين قانعين بما سيحصل ولن يطالبوا بحكم العراق لانهم نالوا من العذاب والتهجير والنزوح والدماء التي سالت منهم هباء  وللحديث بقية وأن غدا لناظره قريب وحمى الله العراق والعراقيين