جبار ابو العرك

وهذا ضابط اراد ان يسأل جنوده، ليستعلم منهم اين يذهبون بعد الواجب، فسأل الاول: اين تذهب بعد ان تنهي واجبك، فقال: اتوضأ ثم اذهب الى جبار ابو العرك، فشتمه وسفه خلقه ونهره، ثم توجه الى الثاني، فقال : وانت اين تذهب بعد الواجب؟ فقال: اصلي ثم اذهب الى جبار ابو العرك، ففعل معه مافعل مع الاول وزيادة، ثم توجه الى الثالث بنفس السؤال، فقال: اصلي واتفرغ الى بعض شؤوني الدينية، فقال الضابط له: بارك الله فيك، ماهو اسمك، فقال : انا جبار ابو العرك، لا اريد ان اقول ان كبير سياسيينا هو جبار ابو العرك، لكن الافظع من هذا انهم يتظاهرون بالدين، ويعتقدون ان الدين عبارة عن كلمات، وانا رأيت كثيرا من المتدينين، وجميع من رأيت يشبه الى حد كبير السياسيين العراقيين، الجبهة تحكي كثرة الصلاة، ولحظة الصلاة مقدسة، حتى انهم يتركون اعمالا مهمة، لكنهم لايعرفون الله لامن بعيد ولا من قريب.
انهم يستميتون من اجل مصالحهم، اي ان الزهد لم يعد موجودا على ايدي العراقيين، ليس السياسي وحده في هذا المضمار، الشعب باكمله يكاد يغوص في هذا المستنقع، مستنقع التظاهر بالدين فقط، وكلنا يعلم ان اطلاق النار في الهواء هو قتل متعمد لمجتمع كامل، ولكن الالاف من ذوي اللحى يمارسونه ببساطة، يطلقون النار عشوائيا ويقتلون الناس ولاتهتز لهم قصبة، يسرقون ويزنون تحت يافطات عريضة وطويلة، ويمارسون الشذوذ بابشع الوانه، يزورون ، يشهدون بالباطل، وبعدها يتوضأون ويذهبون الى الصلاة بوقتها، وهم في هذا يحققون المثل القائل: تحت المسبحة مذبحة، نظرة بسيطة الى عالم مابعد الفين وثلاثة يعطيك موجزا مفيدا عن كل مافعله المتدينون ، سياسيون وغير سياسيين.
هذا المتدين الذي يعتقد انه كسب ود الله ببضعة حركات، لا اعتقد انه يعرف الله حق معرفته، الدين لدى الطائفتان، هو مظهر من مظاهر التزوير والقتل، فبقدر اخلاصك لدينك يظهره سيفك المغطى بدماء الابرياء، هذا يفجر وذاك يقتل، بينما غير المتدينين من المثقفين والبسطاء ذوي الاخلاق، يتفرجون على مظاهر الدين التي ظهرت بوضوح في هذه الفترة اللعينة، متى يكون الدين حاجزا من اعمال السرقة والفساد والقتل، ومانرى من لصوص كلهم ينادون باسم الله، اصحاب اللحى الكثة والصلاة الطويلة، انا تعرضت للسرقة من قبل رجل يصلي الظهر ساعة ويذوب في صلاته، وعندما رأيته هكذا، قلت سيسرقني وفعلا سرقني.
لا ادري كيف يفلسفون هذا الامر، هل ان الله اعطاهم عهدا، ام انهم يعتمدون على احاديث خاطئة، من ان من قال لا اله الا الله دخل الجنة، وان سرق او زنى، او ربما حتى قتل، وهذا ربما ما يعتمد عليه داعش في قتل الآخرين واغتصاب نسائهم، فمالكم انتم وادبيات داعش، ابتعدوا عنها ومحصوا الاحاديث ولاتقعوا بنفس الخطأ، من جهة، من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا،ومن جهة اخرى مهما تفعل وتقول لا اله الا الله تدخل الجنة، وهذا مافعلته داعش ووضعت هذا الشعار على العلم الذي يمثلها، وهل قتل الناس بهذه السهولة وبمجرد ان يقول الانسان لا اله الا الله، يدخل الجنة وتذهب دماء الابرياء الى الزوال، لايمكن ان يستقيم الامر، الا اذا كنتم انتم وداعش تلتقون هناك، هناك قرب جبار ابو العرك.