الاعـــتراف بالكليات الاهلية |
بين فترة واخرى يتظاهر العشرات من ابنائنا طلبة الكليات الاهلية يحتجون على وزارة التعليم العالي بشأن عدم الاعتراف بالكليات والجامعات التي يداومون فيها. المشكلة الفاقعة ان بعضاً من الكليات اوشكت ان تخرج دفعات من الطلبة من دون ان تتمكن من تسجيل نفسها لدى وزارة التعليم العالي والاعتراف الرسمي بها، وهي ما تزال تقبل المئات من الطلبة سنوياً الذين يضيعون الفرصة على انفسهم في تعليم وتأهيل جامعي معترف به. والامر من ذلك ان وزارة التعليم العالي تدلس عما يجري وهي تعلم علم اليقين بذلك، بعض هذه الكليات لا تبعد عن مبنى الوزارة سوى مئات الامتار ليس الا، ولكنها لا تحرك ساكنا، ولا تقوم باغلاق هذه الكليات التي تضحك على المواطنين.. مثل هذه العملية الخطرة التي تطول مستقبل الاف الطلبة في جميع انحاء البلاد ينبغي ان تجابه بحزم واجراءات سريعة وعلنية والاشهار بها كي لا يصيدوا المواطنين بشباكهم وتخلق مشكلات وتوترات اجتماعية في الشارع وبين الاهالي. لا ندري ما يضير وزارة التعليم العالي ان اعلنت بين الحين والاخر على موقعها الالكتروني اسماء الكليات غير المجازة التي تمت تسوية اوضاعها او انها تحذر الطلبة من الانخراط فيها. لا يكفي ان تدعي وزارة التعليم العالي انها تجيب عن استفسارات الطلبة بهذا الشأن ان راجعوها، لاسيما ان بعضاً من الكليات الاهلية يزعم ان الموافقات قيد الاصدار وان الامر لا يتطلب سوى اسابيع وقبل نهاية السنة الدراسية. اكثر من هذا هناك اعداد من الطلبة تظاهروا قبل ايام وهم على وشك انهاء دراستهم الجامعية وهي غير معترف بها، وهذه مشكلة لا يجوز ان تبقى معلقة ولابد من معالجة منصفة للوزارة وقانونيتها ومصالح الطلبة، لان الكثير من الطلبة قد باشر الدوام قبل صدور الاعتراف، فكيف تحل هذه القضية هل يعود الى المرحلة الاولى . من الحلول يمكن اجراء اختبارات لهذه الشرائح من الطلبة فيما درسوه قبل الاعتراف بكلياتهم وانهاء معاناتهم، فليس من المعقول ان تذهب السنوات السابقة على الاعتراف هباءً منثورا وهم الذين درسوا وتعبوا وسهروا الليالي الى جانب انها كلفتهم مبالغ طائلة. الان ،التعليم الاهلي يتسع وينمو ويتطور ويستوعب اعداداً غفيرة من الطلبة وادخل ضمن القبول المركزي، فهو بحاجة الى ان يكون تحت الرقابة والمتابعة والاطلاع المستمر والمعرفة بالتعليمات والاجراءات واشهارها وايصالها الى الشرائح الدارسة ، كي لا نغبن احداً ونعطل الطاقات والكفاءات المتخرجة ونجعل من الشهادة ايقونة تعلق على الجدران لا نفع منها في الحياة العملية والتنمية البشرية المستدامة والاسهام في بناء البلد
|