الـغــش فـي الامـتحـان

 

 

الحديث عن غـش الطلبة في الامتحان ذا شجون ، كلنا قضينا سنوات من أعمارنا على مقاعد الدراسة بمختلف مراحلها ، وصارت لنا فيها المزيد من الحكايات والذكريات ، وهي بلا شك أجمل الأيام . .  على الأقل بالنسبة لي شخصيا ، فهناك الكثير من المواقف والأحداث التي لا تنسى أبدا ، تبقى عالقة في الأذهان ، بحيث تكتنز على مشاهد ومحتويات رائعة يخزنها شـريط الذاكرة التي لم تزل ( طرية ) ولله الحمد.

 

وثمة نماذج من الزملاء الذين عاصرناهم ، كان لهم صدى واضح داخل أروقة المدارس في سلوكهم وتصرفاتهم ، حيث يتميزون بها دون سواهم ، منهم أصحاب المواهب في الخط والرسم والموسيقى والقابليات الرياضية والإبداعية الأخرى ، وآخرين كانوا يعرفـون على أنهم من أصحاب النكتة والطرفة و الفكاهة ومنهم الهادئ في طبعه والخجول المنزوي والمندفع المتهور والمشاكس و العصبي إلى آخر تلك الصفات الإنسانية .لكن ما دعاني للاسترسال في المقدمة آنفا ، إن احد أقربائي الذي يعيش في بلاد الغرب ، حيث تدور بيننا شتى الأحاديث والحوارات عبر الهاتف كجزء من التواصل معه ، كان آخرها قبل يومين عندما أكـد لي إتمام دروس تعليم لغة البلد الذي يقيم فيه ، وكيف انه خضع للامتحان التحريري مع أعـداد غـفيرة من اللاجئين إلى ذلك البلد من مختلف الجنسيات كما تقتضي أساسيات الاندماج والعيش في المجتمع هناك ، وان الجميع يخضعون للامتحان على مقاعـد دراسية منفصلة ، بعد انقضاء فترة الـدراسة ، مثلهم في ذلك كمثل التلاميذ في المدارس عندنا ، إلى هـنا والأمر يكاد يكون اعتيادي و طبيعي ، لكن ما يدعو للدهشة حقا ، إن الأساتذة المشرفين على أداء الامتحان هناك ، كانوا يركزون في عملية المراقبة على النازحين العراقيين وبعض العرب تحديدا ، دون الآخرين من جنسيات بلدان مختلفة اغلبهم من دول شرق آسيا ، وعندما سألته عن السبب وراء ذلك ؟ ! مضى قائلا : لأنهم يعرفون مسبقا إننا نغـش في الامتحان دون سوانا .