هل هذا هو العراق ؟

 

كثيرا ما أحاول الرجوع الى الماضي لعلي أجد ما أستطيع ان أجعله تبريرا لما هو عليه واقع العراق الذي اتسم بتخلف في مختلف مجالات الحياة حيث أصبح العراق البلد الذي عرف اول قانون عرفته البشرية في زمن حمورابي هو اليوم بلا قانون ،باستثناء قانون ألأقوى الذي أستقوى فيه على الشعب ومؤسساته وأمتهن كل الحرمات وبذلك فقدنا هيبة الدولة حيث أصبح التجاوز على النظام العام شجاعة او شطارة كما يقول المتجاوزون بل أصبح التجاوز ظاهرة في مجتمع العراق الجديد وديمقراطيته ألأمريكية التي تفضلوا بها علينا وضاع جل ما نمتلكه من قيم كنا نفتخر بها فكيف الحال ونحن نعيش مرحلة الجدب والتصحر في مختلف نواحي الحياة الجديدة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وتربويا التي انعدم فيها الأبداع والتميز واصبح هم العراقيين محصورا في حلم الحصول على ألأمن و ألأمان وما يعينهم على شظف العيش فهذا هو حال المواطن العراقي ناهيك عن توقف الحركة الاقتصادية بشكل مخيف ولاسيما بعد هذا الهبوط الحاد في أسعار النفط وغياب السياسات الاقتصادية الرشيدة والتخبط السياسي وتحدي الإرهاب وظهور أمراء الحرب في ظاهرة هي ألأخرى جديدة على المجتمع العراقي والتي هي نتاج العراق الجديد وسياسييه الجدد الذي حملت الكثير منهم الدبابة ألأمريكية يضاف الى ذلك كله أتساع البطالة بين الشباب بشكل مخيف والذي ستكون له تداعياته ألأمنية و الاجتماعية التي سيدفع ضريبته المجتمع العراقي ليحقق أحلام أعدائه ومن مختلف مناشئهم وأشكالهم وألوانهم التي هي في النهاية تهدف الى ضياع الهوية الوطنية وارساء دعائم كيانات طائفية وعرقية مقيتة ، هذا جزء بسيط من سمات العراق الجديد في ظل حكامه الجدد الذين لا يجيدون سوى ادارة الثروات المنهوبة التي انتفخت بها كروشهم تاركين العراقيين للمصير المجهول فهل هذا هو العراق الذي كنا نعرفه وترعرعنا به وحلمنا  بما سيكون عليه