الدبلوماسي الناجح

 

يوصف “كاسكي ستينيت” الدبلوماسي الناجح بأنه: ” شخص يمكنه أن يقول لك عبارة “اذهب للجحيم” بأسلوب يجعلك تتطلع تلقائياً إلى تلك الرحلة”. ويوصلنا  تعريف أخر الى أن الدبلوماسي هو الذي يستطيع ان يقطع رأسك دون استخدام سكين! ومجمل هذه التعريفات وغيرها تدخل في زاوية المراقبة لهذه المهنة الرفيعة التي ينظر إليها إما بإعجاب، أو استهزاء!أذن هي بالأساس فن إجراء التفاوض بين الأمم، بمعنى أنها صياغة سياسية  منهجية مبنية على إستراتيجيات  تؤثر بعلاقاتها على باقي الدول، وتستند الى علاقات بنيوية ومصالح  واعتبارات وبروتوكولات تمنهج في سياسات وثوابت ومتغيرات في جغرافية علاقات من شأنها أن تحافظ على كيانها وتحترم حدودها وتاريخها وقوتها وأسرارها، وتجعل الدول تحترمها وتخشاها.أن الدبلوماسية تتقدم  في كابينة  تشكيل أي حكومة وتسير جنب الى جنب مع الخط الأول في رئاسة البلد، ليس لأنها ضمانة لعدم نشوب حروب وخلافات وقطع علاقات ومعالجتها بالخطط والوسائل السلمية والطرق الناجعة فحسب، بل تمثل كسب وفوز في سياسية البلد لأي قضية بأخذ حق المنتصر دون إراقة قطرة دم. فالدبلوماسي يتصف بمواصفات تؤهله أن تبوأ مركز مهم في تشكيل الحكومات، وأن يتصف بالذكاء والحنكة والفطنة وسرعة البديهية والجدية والموضوعية واختصار الكلام ، والفصاحة وحسن النطق واختيار الكلمات بكل دقة وعناية، وكيفية التعامل مع روح العصر والوسائل الإعلامية بشتى أنواعها، فضلا عن التعامل الذكي مع عدسات التصوير وأسئلة الصحفيين، ومعرفة الأتكيت والتهيؤ لأي موقف مفاجئ . ويتعدى ذلك الى فهم سياسية بلده، وماذا يريد في تصريحاته الصحفية من دون أطالة ولا زيادة،  ولا طوباوية ولا هذر، ولا تخريف، ويدرك أين يقف بلده على الخريطة السياسية العالمية، ومن هم الأصدقاء والأعداء، والمصالح التي تخدم بلادهأن ما يميز الدبلوماسي هو إجادة فن العلاقات السياسية العامة، وفن التفاوض على أنه ممارسة رسمية تحقق مكاسب سياسية واقتصادية،  لتحسين علاقة البلد مع جيرانه أو بقية الدول التي ترتبط بمصالح مشتركة فيما بينها، وبالتالي تخدم شعوبها، في نجاح أدارة الأزمات وصناعة القرارات، لذلك تختار الدول المتقدمة وزراء ودبلوماسيين من الذين يتمثلون بمواصفات خاصة ومن خريجي كليات ومعاهد عالمية متخصصة بالدبلوماسية ومعدة لهذه المناصب الرفيعة، وقد جسدتْ تلك الدول نجاحاتها في تألق دبلوماسيها ونجومية منصب وزير الخارجية، لأن الدبلوماسي في قياساتها يمثل “داينمو” البلد  لتشغيل مكانتها الإعلامية في صياغة سياستها العامة، ونجاح تفاوضاتها، بالذكاء، والدهاء، وقوة الشخصية، والمعرفة والمرونة والصبر والثقة والوطنية، وأشياء أخرى كثيرة تحسب بالنجاح والربح.