السنة الأولى من السنين العجاف !

نلاحظ ان في جميع البلدان المستقرة امنيا واقتصاديا تتهيأ للاحتفال بأعياد رأس السنة وتبدأ بالتحضيرات لهذه الاحتفالات في وقت مبكر من كل عام لتشعر مواطنيها بالبهجة والسرور وكان الحكومة من خلال بعض النشاطات التي تفعلها في هذا الوقت من تزيين للميادين الرئيسية في مدنها إنها تشارك مواطنيها البهجة والسرور وتعطي طابع الاطمئنان لهم إن دولتهم ستستقبل العام الجديد معهم وهي مستعدة تماما للحفاظ على استقرار وأمان هذا البلد من كافة النواحي الأمنية والاقتصادية ، وهناك الكثير من دول العالم سواء كانت متقدمة أو نامية ينطبق عليها هذا الوصف بل أن قسم منها يعتبر هذه الأعياد مقدسة لارتباطها بمعتقداته ، أما في العراق نجد ان المشهد مختلف تماما من جميع النواحي فبدل ان يتم استقبال العام الجديد بالاحتفالات تم استقباله بالأزمات الاقتصادية والأمنية وتضارب التصريحات من هنا وهناك مما أدى إلى إرباك المواطن وأضاع عليه فرحة العام الجديد وكأن الحكومة تبعث برسالة الى المواطن مفادها ان هذه السنة هي الأولى من السنين العجاف فاستعد لها !
أضف إلى ذلك تصريحات السياسيين المثيرة التي يطلقونها هنا أو هناك وهم يتحدثون عن الفساد المالي والإداري في البلاد وكل يرمي الكرة في ملعب الأخر وكأن الشعب هو الجمهور لهذه اللعبة القذرة وهم يمثلون دور السياسي الشريف والنزيه وهم بعيدين كل البعد عن الشرف والنزاهة ،مثلما اقسم النائب البرلماني مشعان الجبوري قبل عدة أيام على إحدى القنوات الفضائية بــــ(شرفي أخذت رشوة) وكأنه يقسم بشيء مقدس متناسيا ان كل مرتشي مهما كانت مكانته أو سلطته  فهو عديم الشرف .
أما القسم الآخر من السياسيين في الحكومة يتراقصون على جراح الشعب من خلال تصريحات هوجاء لا اعرف ماهو السر من ورائها ،هل هو زعزعة الثقة في نفوس المواطنين وخصوصا شريحة الموظفين الذين لايملكون سوى رواتبهم التي يقتاتون عليها وكأن حياتهم اليومية قد فصلت على المبلغ المستلم عند بداية كل شهر ، أم السبب الحقيقي هو الأوامر الخارجية التي يستلموها من قادتهم خارج العراق بإطلاق مثل هكذا تصريحات تؤدي في نهاية المطاف بالانهيار التام لمفاصل الدولة وتوقف دوائر الدولة عن العمل وبالتالي تنتقل البلاد بشكل تدريجي إلى الفوضى وانتشار حالات القتل والسلب والنهب وهذا مايريده البعض لكي ينفذ مخططاته أو أحلامه سواء بتقسيم البلاد أو إغراق البلد بالديون الخارجية وما يترتب عليها مستقبلا من فوائد يعجز عن تسديدها وبالتالي الاتجاه نحو توقيع اتفاقيات مشبوهة نكتشف مستقبلا ان العراق قد تم بيعه الى بعض الدول بموجب اتفاقيات سرية من قبل هؤلاء الشرذمة الجاثمة على سدة الحكم في العراق الان ، ومن المؤكد ان من يبيع شرفه يبيع أرضه وللحديث بقية!