روبوتات الحكومة ، طال أمد تهشيمها !

مجموعة من (المخلوقات) ، تسلقت جدراننا التي هجرها الحُرّاس لتحكمنا ، خدعتنا على أنها تُمثلنا وأنها الأعرف بمشاكلنا وبطرق حلها ، فقسمتنا الى مجاميع كالقطعان المتناحرة ، متبنية أقذر وأقدم شعار سياسي (فَرّق تَسُدْ) ، كل قطيع تسّيدت عليه أحد هذه تلك المخلوقات التي توهمنا  أنها منّا وتمثلنا ، وكل (مخلوق) دلع لسانه دون كلل ، راميا فُـتاته الى الجَوعى ، على انه يدافع عن حقوق ومظلومية  قطيعه ، ولسماكة عقولنا ، طال بنا العهد ، قبل أن نكتشف ، أن هذه المخلوقات لم تكن سوى (روبوتات) ، لا حياة ولا حياء لها ، وأنها مبرمجة من قبل مؤسسة جهنمية واحدة ، لا تجيد سوى النفاق ، لها أجندات ، ليس أحداها أجندة واحدة لنا !.
روبوتات عاثت ببلادنا فسادا ، وتخبطا ، وتدميرا ، لا تسمع النقد ، والأحتجاج ، والتظاهر ، والصوت العالي ، والنحيب ، ثم السب ، والشتائم ، والتقريع اللاذع ، ثم الأهانات الشفوية ، لا تأبه للافتات مرفوعة تجعل من المقصود بها ينتحر دون تردد ، هذا ان كان لديه ذرة من عزّة النفس ، لسبب بسيط ، انها غير مبرمجة  لتسمع  ولا لترى ، ولأنها (مكائن)  صماء ، فأنها لا تعرف معنى الحرية ، أو الأرادة ، أو الكرامة  ، بل مجرد التفكير ، فكيف ننتظر منها ، أن تمتلك ضمير !.
مكائن ، تسحق كل من يزاحمها من البشر السّوي من ذوي اللحم والدم ، وممن لديهم أدمغة ، روبوتات ليس بأمكانها سلوك الطرق ، الا سكة حديد واحدة ، وضعها مصممها ممن رضع مع أبليس ، سكة حديد ، تنتهي بنا الى هاوية سحيقة ، لا قيامة بعدها  .
روبوتات ، اُلصِقتْ عليها وجوه وديعة حانية ، وأيقونات علقناها في منازلنا ، وشببنا عليها ، دغدعت تطلعاتنا وحاجاتنا وشعاراتنا وتوجّهاتنا ومعتقداتنا ، فذلّلت لنا أنفسها كالدواب ، فأمتطيناها ، معتقدين انها ستكون طوع بناننا ، وأنها ستسير بنا الى حيث نريد ، هكذا خُدعنا  دون أن ندرِ ، أبسبب طيبتنا ، أم حسن ظننا الذي لم يكن في محله ، بحيث يرقى الى السذاجة المُطبِقة  ، وتلك مفارقة نُلام عليها كل اللوم ، فمن أرضنا ، اندلعت أرقى ثورات الحريّة على وجه الأرض ، ومن أرضنا تعلم البشر الحضارات التي لم تُصقلنا ! .
مخاوقات ، تَبيَن لنا متأخرين ، انها لم تكن سوى مسوخ  روبوتات ، مكائن لا تحيد قيد أنملة ، عن مسار برنامجها  المشبوه ، وأعتقدنا بغباء ، انها سياسة معاصرة تعتمد على التكنولوجيا والتكنوقراط !
روبوتات قبيحة  ، ان أصابها العرج او الخرف أو العطب مهما كان بسيطا ، وان علا صرير مفاصلها ، بل ان أصابها مجرد خدش ، فأنها تُرسَل الى مناشئها التي صنعتها ، لتعود نشيطة ، وتستأنف التدمير والتخريب والتفريق ، وتعاود تشغيل (أحزمتها الناقلة) التي لا تشبع من النهب ، لتصب في أوعية ليس لها قرار خارج أسوار الوطن الذي لا تراه الا مقلعا  للثروات ، وتكرس الفقر ، وتبخل علينا بكل شيء ، الا الموت والهجرة والمنافي والجوع !. 
وجِدَت الروبوتات لخدمة البشر ، ونحن الوحيدون من شعوب الأرض ، نخدم الروبوتات ، نُديمها ، ونزيّت مفاصلها ، بل نمدها بالطاقة ، لنحتمل عذابها واستعبادها لنا كسلع يومية ، عن طيب خاطر  !.
ولكوننا عزّلا لمواجهة هذه المسوخ التي أكلتنا لحما ونبذتنا أشلاءً ، وليست لنا الا الكلمة سلاحا لم يجدِ ، لأنها لا تسمع ولا تعقل ، فلنستخدم معها أحذيتنا البالية لكن الثقيلة ، وغدا الفؤوس والمعاول والمساحي ! فقد نفعت اسلافنا في الماضي ، عسى أن تهشّم هذه المكائن ، البغيضة !