عندما يصلح فن الوجهاء ما افسدته السياسة العوجاء!

 

 

العراق تايمز:


قد نتفق عندما نجزم بأن الدفاع عن القضايا الوطنية لا ينحصر في التحزم بالقنابل وحمل رشاشات الكلاشينكوف، وليس بالضرورة أن تكون في غمرة غبار الحرب شامخا في ساحات الوغى ... ان الدفاع عن القضايا الوطنية هو كتلة من المشاعر تسري في عروق كل ابن بار للوطن، يشعر بواجبه اتجاه الارض التي انجبته، فتتحول تلك المشاعر الى ردة فعل نضالية كل حسب دوره، فيتمثل نضال رجل السياسة في صلاحه، والمعلم في تربية النشئ بضمير متقض، والصحفي بشجاعته وفروسيته وامانته ومصداقيته واخلاصه، والفنان في ريشته والوانه اما المغني فنضاله كله في الحانه ... وبعيدا عن صخب البرلمان ولغط الاحزاب تسللت الى آذاننا هذه الكلمات:


وصيتي يا اهل الأنبار حفظي الناس وحفظي الدار ... ولد البلد انتو مو بالبلد خطار
بلدكم هذا يابة وبركبتكم ترابه ... لم الشمل ينهار وبدونة يصير غابة
فتحو عيونكم زين وميزو الزين والشين ... الغربة تريدنا نهين وتشمت بينا الزغار
الانبار ابن العراق البار
يمتى هلديرة ترتاح وامتى نعوض الراح ... والله مو حلوة بحقنا نشيل على بعض سلاح
ترة احنة اخوان كلنا يربطنا حب وطنة ... خل نستهدى بالرحمان ونحسبها بعقلنا
العراق بحب جمعنا ويستاهل دمعنا ... غلطنا ننطي بربعنا يا حماية الجار


اغنية الفنان العراقي بشير الغزالي استطاعت ان تختزل الكثير من الكلام الذي لن يحده ورق، في الحان صادقة تخاطب ضمير العراقيين و تحثهم على اعادة النظر في علاقتهم بالوطن ومواطنيه، الا انه ليس من الانصاف ان يغيب هذا الصنف من الاغاني الهادفة عن شاشات التلفزيون العراقي، مقابل ذلك الكم الهائل من الاغاني التي لا تهز كيان الناس بقدر ما تهز خصرهم، ورؤوسهم في حركات لولبية يجهل التاريخ اصلها.


اغنية "وصيتي لاهل الانبار" تم اطلاقها قبل سنتين تقريبا الا انها ظلمت واهدر حقها في فرض نفسها بالساحة الفنية، ناهيك عن الحرب الشعواءالتي لحقتها على الموقع الاحمر "يوتوب" ليتم تحميلها مرارا بعد قيام بعض الجهات بالتحريض على حذفها على الرغم من نبل معانيها.


بشير الغزالي في حديث مع "العراق تايمز" عبر عن سعادته في دخوله مرحلة "النضال الغنائي" التي يراها انها صوت الشعب وآاراءه التي يتعمد طمسها، واعدا العراقيين بمزيد من الاغاني التي تخدم قضايا الوطن سواء اكانت سياسية او اجتماعية.
من جهة اخرى قال الغزالي ان تواجده خارج العراق لم يقلل من تعلقه به، وان السعادة وحياة الترف مهما اتيحت خارج اسوار الوطن، تبقى بدون طعم او معنى

 

رابط الاغنية : https://www.youtube.com/watch?v=zp5rVVVsHi4