نقل الصلاحيات من الوزارات للمحافظات في الميزان |
لن اكون كبعض المفرطين بالتفاؤل الزائد الذي حام حول نقل صلاحيات بعض الوزارات العراقية ومنح جانبا كبيرا منها للمحافظين لأ قول انه قرار خاطئ وسابق لأوانه بيد ان احدا لم ينبري بالقول ما ذا اعددنا من خطط لهذه الانتقالة وهل قمنا بتهيئة الكوادر المتخصصة في عملية انتقال سلطة الوزارات للمحافظات بسلاسة بعيدة عن الفوضى الحاصلة الان والتي لايسلط عليها الضوء كثيرا ؟! هل يعلم السادة المعنيون كم تسببت هذه الانتقالة الغير مدروسة من تلكؤ وتفاوت واضح في انجاز اعمال الوزارات منقولة الصلاحيات وبما ينعكس سلبا في النهاية ( وكما هي العادة ) في توزيع حصص المعاناة الهائلة على المواطن سواء اكان موظفا تابعا لاحدى تلك الوزارات او مراجعا امام ابوابها ؟ وكيف سيتسنى لنا والحال هذه التأكد من ان انجازات تلك الوزارات تمضي على ما يرام ؟ وهل ان ظروف البلد الاقتصادية الصعبة والتي اخذت الجميع على حين غرة تسمح للمركز ان يشتت ثروة الاقتصاد الاحادي الجانب للبلد والذي يتعرض نهره اليوم للجفاف بسبب هبوط سعر برميل النفط فضلا ان تشتته بين ايدي الادارات المرتبكة والقاصرة في نقل الصلاحيات سيزيد الطين بلة ان نقل صلاحيات بعض الوزارات للمحافظات وللعلم فقط لم يكن مرحبا به لدى غالبية الوزارات وليس ادل على ذلك من تصريح اكثر من محافظة عن وجود تباطأ في نقل صلاحيات العديد من تلك الوزارات وللعلم ايضا ان هذا القانون سبب سوء فهم وصدام بين الجانبين وليس ادل على ذلك من الاختلاف الذي نشب قبل ايام بين وزير الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة وبين احد المحافظين ودار حول احقية كل منهما في افتتاح مشروع مياه في احد الاقضية التابعة لاعمال ذلك المحافظ وكاد الامر ان يتطور الى استخدام السلاح بين حمايات الوزير والمحافظ وطبعا الاعلام لم يركز كثيرا على هذه السقطة العملية لقانون انتقال الصلاحيات من الوزارات للمحافظات كون بعض الجهات تريد انجاح التجربة ولو بالعافية ولا ندري لم يراد لهذا البلد ان يتخبط بأكثر مما هو متخبط فيه والا ماهو السر في التأكيد على ضرورة نقل الصلاحيات وخصوصا المالية والتعيينية منها ولا يتم الحديث ولا العمل على ازالة اللبس الاداري ماهو ذنب الموظف المحال على التقاعد صاحب العائلة الكبيرة مثلا والذي ينتظر بفارغ الصبر منذ اشهر مثلا توقيع السيد المحافظ على دفتر خدمته او تلك التلال من اكوام اوامر العلاوات والترفيعات للموظفين التي تنتظر توقيع من كان قبل اشهر يتشكى ويتباكى على نقل الصلاحيات ويلح في استعجالها ولما اتت ساعتها عبس لها وتولى عنها ! هؤلاء هم خريجو مدرسة الاسلام السياسي التي اتت " لوضع شرع الله والاسلام " والمتمثل بالتثاؤب ملأ الفم امام حقوق الناس
|