لقد أدخلتمونا يا سيدي في متاهات الصراع...دون أن تكون لنا فيه ناقة أو جمل ...وبصريح العبارة الموقف من إيران رغم أنها دولة جارة ومسلمه ...لكن تدخلها في شؤون العراق يعتبر خطأ فادح ...أما أمريكا فهي دولة مصالح كبرى ...لازالت معادية لإيران ...وتحالفنا الذليل والضعيف معها جعلنا منطقة نفوذ لها من هنا فإن تحالفنا معها يمثل جريمة كبرى ...فمنذ دخولها البلد إستبيح كل شيئ...لقد فُرضت على العراق النهج الطائفي المقيت الذي شرعته من إستباحت به كل طرق الفساد المختلفة ...من شراء الذمم ونهب الخيرات وتدمير البلد . لا نود التطرق لكل شيئ...وإنما سنتناول جانب محدود كمؤشر لتشخيص الأسباب مع أن ذكرها يحتاج تدوينه الى مجلدات وكتب ...أما اليوم فإننا نرى حكومة العبادي مصرة على إغلاق أبوابها وصم آذانها فلم تعد تسمع أبسط الأُمور ...لقد إرتكبت أعظم الأخطاء من خلال عدم إستجابتها لنداء المرجعية العظمى للإمام السيستاني بالحد من الفساد وبضرورة التغيير ...في حين أحجمت عن سماع صراخ وأصوات المتظاهرين المحتجين وعلى مدى شهور ولأكثر من ..٤ إحتجاج بلغت الذروة وهي تعلم أن سفينة البلد بدأت تغرق جراء مشاكل وبلاوي لا حدود لها . لقد فقد المواطنون ثقتهم بالحكومة وبدأوا يشعرون أن حكومة العبادي حاملة جميع مبررات زوالها...فقد تراكمت الأخطاء وتجمعت الأسباب المؤديه لإنهيار الدولة ...ويبدو أن الوضع هكذا أرادوا له أن يكون منذ دخول أمريكا عام ٣..٢ولغاية اليوم (فساد--شراءذمم --سرقات )وأدخلونا في شرخ طائفي فرض فرضاً على البلد وبأساليب خبيثة بحيث تناسلت لتولٍِد لنا طائفية عشائرية ...حدث ذلك كله عندما تم حل الجيش والأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة المختلفة ...بحيث أصبح كلٌ يأتي بالأقربين حتى وإن كانوا لا يقرؤون أويكتبون... حتى من لم يكملوا شهادة المتوسطة إشتريت لهم شهادة البكالوريوس من كلية دينية ومنح بعضهم رتب عسكرية وضم البعض في الأجهزة الأمنية ...أما الطامة الكبرى تتعلق بمرض الرشى الذي انتقل ليأخذ دوره هو الآخر في مفاصل الحشد الشعبي ...مع كامل التقدير للدور الذي قدمته بعض فصائله وما قامت به من واجبات أُكلت لها في حماية المواطن والدفاع عن الوطن ...لكن التوجه الذي رسمته المرجعية تحول هو الآخر الى مستودع غارق في وحل السرقات وإنتحال الرتب الوهمية وإبتزاز لحكومة العبادي بوجوب دفع رواتب لأُناس غير موجودين أي مجرد أسماء (ربما أن الكثير منهم وصلوا الى أُروربا أو يعملون في مجالات أُخرى )كل شيئ أَدخلوا فيه جرثومة الفساد . لقد أَعيانا كثرة الحديث وأتعبنا فعلاً...لا نود الإطالة والحديث عن الأخطار المحدقة ببلدنا الذي بدأ يغرق في أوحال الخيبة لما يجري من خلال بيع الوطن بأثمان بخسة دراهم معدودة مع الأسف ...ونود ان ندون ما يحيط بنا مع إعتقادنا أن حكومة العبادي وقعت بين نارين كلاهما مدمر ...فإن وقفت حكومة العبادي الى جانب أمريكا ماذا تنتظر من إيران وإن وقفت مع إيران ماذا ستتوقع من أحداث ...لقد بدأت تتسارع الاخبار غير المسره . أولاً--منذ أن تشجع الأتراك بدخولهم شمال العراق ..ولم يجدوا من يحتج على دخولهم /بدأ المحللون يربطون بين هذا التدخل وحشود الأتراك على الحدود السوريةالآن. ثانياً--تذكر الأخبار أن السعوديون يجرون تدريبات ل١٥٠جندي غالبيتهم سعوديون ومنهم مصريون وسودانيون وغيرهم /جاء ذلك مترابط مع طلب السعودية المشاركة البرية مع دول التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا /وإن تمت موافقة وزراء حلف الأطلسي المؤتمرون في بروكسل فلربما سيكون دخولهم من الحدود الأُردنية أو الحدود التركية (الله أعلم) ثالثاً--تذكر الأخبار بوجود قوات جزائرية ومصرية وأُردنية وقد تكون من ضمن قوات التحالف العربي الإسلامي . رابعاً--يبدو أن مؤتمر جنيف لازال في غرفة الأنعاش وقيل أنه ولِد ميتاً كما يقال /الموضوع أن وفد الرياض حضره ليملي شروطه ويعود هكذا رُسم له ولو أُعلن عن عقده أٓكثر من مرة فسيكون موقف وفد الرياض كما هو وكما مبلغ له أن يكون . لكن بجانب آخر يبدو أن الحسابات قد تغيرت منذ أن دخلت روسية في الحرب ضد الإرهاب ..وبدأت المناطق التي كان يغطيها الإرهاب بالتقلص ..وفشل تركية في إقامة مناطق عازلة ..وارتفاع حدة الإحتجاجات من بعض اعضاء دول حلف شمال الأطلسي وفي بعض صحف الغرب بعد فك الحصار عن مدينتي (نبل والزهراء)وشمال اللاذقية. المنطقة يا سيدي حيدر العبادي تشير كل الدلائل أنها مقبلة على أحداث سيلهب نارها المأساوي المنطقة برمتها ..فقد ينتج عنه لو وقع فعلاًتغير في مساحة العراق وسورية الجغرافية ...إننا نعيش ظروفاً حساسة وغاية في الصعوبة والغموض ...وتوقع احداث خطيرة إن وقعت سيكون موقف العبادي حرج جداً ..ترى لو وقف العبادي مع التحالف المؤيد لسورية عندها فإن الأمريكان ودول التحالف سيتخذون موقف غير سار مع حكومة العبادي والنتيجة ستكون مجهوله ...ولو وقفت حكومة العبادي مع أمريكا والتحالف الدولي الصورة واضحة جداًعندها ستغضب إيران وما نتوقع من غضبها تأثير على وضع المنطقة ...إذن أي حرج سيكون به موقف حكومة العبادي حتى لووقفت على الحياد فسيثير ذلك حفيظت إيران من جهة وأمريكا وحلفائها من جهة أُخرى ...والكل يجمع ان حكومة العبادي هي وليدة غربية هذا ما نود قوله وقد يكون.. ويحدث وقد لايحدث ... ولنرى Kazumalboudary@yahoo.de
|