السد .. فيلم هندي

 

 

تعد القوات المسلحة والتشكيلات الساندة تحضيراتها المطلوبة لمعركة تحرير الموصل من براثن الارهاب الداعشي خاصة بعد ان حققت انتصارات في قاطع الانبار ولاسيما مدينة الرمادي.

 

وفي خضم هذا المشهد العسكري تبرز على السطح اعلاميا وربما لاغراض ونيات لايدركها الا الراسخون في علوم السياسة من اصحاب الاجندات ورقة سد الموصل (الايل للسقوط والانهيار وتهديد مدن كبيرة ومنها بغداد) حسب التصريحات لبعض المعنيين في الجانب الرسمي والبرلماني واختصاصيين في مجال الكوارث ما يجد صداها عند دول الاحتلال من بينهم الولايات المتحدة الامريكية من ان خطورة الموقف وفداحة الخسائر ستكون كارثية ..!!

 

مسترسلين ان الفيضانات سوف تجرف امامها ممتلكات ومزراع واراضي ويصل منسوب المياه في بغداد الى كذا متر !!مما دفع بعض الاسر الى البحث عن سكن بديل في اماكن مرتفعة وعمارات عالية او التوجه الى مدن اخرى امنة وجبال تعصمهم من الماء مما اشغل السواد الاعظم من العراقيين وهم يعانون من اوضاع اقتصادية مزرية في ظل التقشف وانخفاض اسعار النفط يمر بها البلاد وقلق امني في الجانب الغربـــــــي في محافظة الانبار واوضاع غير مستقرة في صلاح الدين وديالى بحيث غدا حديث الناس عن السد وكيف ستكون الامور.

 

لو حدث المحظور (لا سمح الله) وكأن الذين اثاروا الموضوع يريدون تطبيق مقولة شعبية مفادها (شوفني الموت حتى ارضه بالصخونة)..

 

مع ان تصدع السد ليس جديدا وحسب مسؤول فني وهندسي في مجال السدود والذي اوضح من خلال احدى الفضائيات ان (التصدع في احدى البوابات هي منذ عام 2013.

 

نعم .. أي مضى عليه نحو اربعة اعوام يوم كانت الموازنات السنوية للعراق خرافية وضخمة وسعر برميل النفط كان نحو مئة دولار وحتى ان بعض المحافظات كانت تعيد الفائض المالي من تخصيصاتها الى الحكومة المركزية ولم يكن هناك حرب ضد داعش او اية اخطار اخرى ما عدا الفساد الاداري والمالي الذي كان الشغل الشاغل للقائمين على مرافق الدولة ومؤسساتها وكان بالامكان في حينها من تلافي الموضوع واحالة اصلاح ذلك الخلل في بوابة السد الى شركة متخصصة وينتهي الموضوع بدلا من ايصال الامر الى ماهو عليه اعلاميا وكانه (فيلم هندي).

 

ويتساءل المراقبون للمشهد السياسي العراقي عما وراء اثارة ورقة السد في هذه الايام ؟ هل لان الاستعدادات تستكمل لدحر داعش في الموصل وطرده كما جرى في مناطق ومدن اخرى كانت داعش تسيطر عليها؟

 

ام ان هناك اجندات تقسيمية تتجدد ضد وحدة العراق ارضا وشعبا تحت ذرائع واهية لاقتطاع اجزاء من خريطة الوطن لصالح احلام الانفصاليين من بعض السياسيين وكيف ان هؤلاء بسطوا سيطرتهم الادارية على مدن عراقية في استغلال الظروف الاقليمية والامنية لتكون ضمن رقعـــــتهم الجغرافية المناطقية والجهوية ومنهم من يسعى الى هذه الــــــــدولة او تلك من اجل ان يحـــــقق لمكونه على حد زعمهم ترتيب الاوضاع بما يخدم توجهاتهم التي تصب هي الاخرى نحو التقسيم.

 

اي ان ورقة السد وحسب محللين للوضع العراقي هي بداية اشغال العراقيين بما هم عليه لاستكمال مخططات ما بشر به وزير الخارجية الامريكي الاسبق كيسنجر وبعده جو بايدن مما يتطلب الانتباه من هذه التحركات التي تسود وما يثار بصدد خطورة السد بل هي اجواء يحاول سياسيو الصدفة تمرير اوراقهم الصفراء ضد وحدة العراق الوطنية.

 

فبعد نهب ثروات الوطن وتدمير اقتصاده والان يريدون فرض تقسيم اخر تحت ذريعة سد الموصل وحتى هذه المحاولات هي الاخرى مكشوفة لان ابطال القوات المسلحة ستطرد داعش لتبقى اثار نمرود ومساجد نينوى وكنائسها سالمة تحكي قصة شعب يمتد اثاره الى الالاف السنين ومياه دجلة سوف تجرف الخونة والفاسدين الى مزبلة التاريخ …