مفارقات.. إحتلال الأمس واليوم |
من المفارقات العجيبة في زمن ( العولمة الامريكية ) أنه في الوقت الذي كانت الدعوات في الماضي الى طرد الاستعمارمن الاراضي التي يدخلها المستعمر ( بكسر الميم ) بالقوة ، طمعا في خيراتها، أو مواقعها ، أو أن تكون أسواقا له ، وغيرها من الاسباب التي درسناها في مراحل مبكرة من العمر ، أصبحت بالمقلوب ، ف ( أهل الدار ) يلتمسون الاخرالغريب أن يأتي الى الارض ، وما أكثر المبررات .. مرة لطرد الارهاب والقضاء عليه ، وأخرى لمساعدة النازحين والمهجرين ، وثالثة لاعادة إعمار ما دمره المحتل بالتخريب والجيوش وكل صنوف الاسلحة ( الحلال والحرام !) على الطريقة الامريكية ، ورابعة باسم حقوق الانسان ، وغيرها .. وربما نصل في يوم ما الى ان تُلغى مراكز الشرطة ودوائر العدل في الدول وتوجه الدعوة الى المحتل من أجل حسم النزاعات الشخصية !
ومن المفارقات الأعجب … أن المحتل في الماضي كان غليظ القلب ، وظالم ، وجبار وجائر، ومتكبر ، لكنه اختلف اليوم !.. فهو ( إنساني ) ، و( متسامح ) و( عادل ) و( حنون وعطوف ) على إنسان الدولة التي يحتلها الى أبعد الحدود ، وأكثر من الأم الرؤوم على طفلها الرضيع !
وهل كتب التاريخ في صفحاته ( البيضاء الناصعة ) لغيرالرئيس الامريكي باراك أوباما ، و في زمن العولمة بالذات ..أن هناك رئيسا لم ينم ليله ( حرصا !) على شعب غير شعبه ، وكوابيس سد الموصل واحلامه المزعجة تراوده يوميا في نومه ، ولا يقر له قرار إلا بعد أن يسد كل ( منفذ ) بحجم ثقب الابرة أو أقل في السد يمكن أن يتسلل منه ( الماء الارهابي ) ليحصد الارواح ، و يدمر المدن والقرى والمزارع والمصانع والمنتجعات والصروح و المنشآت العظيمة التي بناها وتخلد مرحلة الاحتلال الامريكي ) ، التي تعد ( الفترة الذهبية ) في عصور الاستعمار على مختلف مراحله من أول أرض وطأتها اقدام محتل وغاز الى أن تقوم الساعة !
ومن المفارقات الغريبة أنه في الوقت الذي يجري الحديث عن تعزيز الوحدة الوطنية ، ومبادىء الاخوة والتضامن ، ووحدة المصير ، تسير الأمور بإتجاه الفرقة والتشرذم والانقسام والاختلاف ، سواء في التصريحات ، أو في المواقف التي لا تمت بصلة الى تلك المبادىء العالية .
ومن المفارقات الاقتصادية في ( الحقبة الامريكية ) التي يعيشها العالم اليوم ، أن يكون مصدر القوة عامل ضعف ، وتتحكم من خلاله الدول الخارجية بمقدرات الدول الاقتصادية ، كما حصل مع اسعار النفط ، فتضطر بعض الدول النفطية الى الاقتراض الخارجي وتُفرض عليها شروط ، بحجة ضمان سداد مبلغ القرض ، وتظهر الدائن وكأنه هو الأحرص على وضع الدولة المدانة ، وترتيب اقتصادها ، وتطوير حالها ، أكثر من الدولة نفسها..!!..وكأنها تمارس دورا انسانيا ومهمة حضارية اوكلها الله لها لحل أزمات العالم وتحريره من الجوع والفقروالتخلف والاستعباد ، ونشر مبادىء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في العالم .
تلك مفارقات.. سمها ماشئت عجيبة .. مضحكة .. مبكية ..محزنة .. فهي حقائق متناقضة .. وقس عليها الكثير ممن على منوالها .
{{{{{{
كلام مفيد :
ومن جميل ما قرأت هذه المحاورة .
سأل أحدهم شيخا وقورا : لماذا لم تتزوج حتى الأن ..؟..
قال : كنت أبحث عن المراة المناسبة طوال أربعين عاما .. وأخيرا وجدتها ..
سأله : ولماذا لم تتزوجها ..؟
قال : أكتشفت أنها لا تزال تبحث عن الرجل المناسب .
تلك هي النسبية .
|