خطأ طبي !

احيانا تكون اخطاء المرء غير مقصودة فيتسبب عنها زعل او خصام وقد يحصل بعده غفران وصلح، اما ان يتسبب الخطأ بوفاة انسان فلايمكن ان يكون الغفران هو الحل بل يجب ان يتم البحث عن اسباب الخطأ ومعالجته لكي لايتكرر ابدا ...يحصل مثل هذا الخطأ كثيرا في المستشفيات وتكون النتيجة غالبا وفاة انسان ولايحصل ذويه بعده على اعتذار او يتم التحقيق في السبب والسعي الى معالجة الخطأ بالرقابة الذاتية اوالادارية لكي لايتكرر..

قبل ايام فقد شاب حياته نتيجة خطأ طبي وقع فيه اطباء مستشفى اليرموك بعد ان سقط الشاب من سطح منزله حين كان يصلح خزان المياه وكان سقوطه على ظهره فلم يفقد حياته مباشرة وتم نقله الى المستشفى التي تعاملت معه كمريض يعاني من الكسور دون اجراء تحاليل ومتابعة طبية مباشرة لاكتشاف سبب تدهور حالته وبعد ساعات توفي الشاب وتبين ان الحادثة تسببت في اصابته بنزيف في الحوض ولم ينتبه له الاطباء فتوفي الشاب وكتب الاطباء على شهادة وفاته انه توفي بسبب خطا طبي ..انتهت الحادثة عند هذه الجملة وانشغل الاهل بوفاة الشاب عن سببها ، ولم يصدر عن المستشفى أي رد فعل ايجابي لتدارك مثل هذا الخطأ مستقبلا كأن يتم اجراء تحقيق في الحادثة ثم محاسبة المتسبب فيها ..

ولو كانت وفاة الشاب هي الحادثة الوحيدة التي نتجت عن خطأ طبي لربما انشغلنا عنها بامور اخرى تهدد حياة العراقيين لكن أن تشهد المستشفى ذاتها اكثر من حادثة وفاة تسببت فيها اخطاء طبية فهوأمر لايمكن تخطيه ، فمنذ اشهر ، فقدت امراة اربعينية طفلتها حديثة الولادة بعد معاناة وانتظار طويل اذ فقدت الأمل في انجاب طفل في سن متاخرة وعندما حملت بها طغت سعادتها على اوجاعها وانتظرت ولادتها بصبر لكنها خضعت لولادة طبيعية عسيرة وخطيرة من قبل طبيبات التوليد المقيمات بينما كان الاحرى بهن اجراء عملية قيصرية لها لارتفاع ضغطها ووجود متاعب في قلبها

وهو الأمر الذي يتنافى مع قرار اجراء ولادة طبيعية عدا اهمال المراة لاكثر من ليلة كاملة حتى تفاقمت حالتها وتم توليدها بطريقة وصفتها المراة بالوحشية وكانت الضحية هي الطفلة التي اختنقت وتوفيت في الحال وهكذا فقدت الأم آخر امل لها بالامومة...وكانت المستشفى ذاتها قد شهدت قبل سنوات حادثة تشريح جسد طفلة حديثة الولادة بالمشرط خلال تنظيفها بعد الولادة لأن الطبيبة لم تكتشف وجود المشرط في قطعة الشاش التي استخدمتها للتنظيف، وكان رد المستشفى آنذاك على لسان احدى الطبيبات حين قالت بأن الأمر يمكن ان يحدث ، وان لم يعجب المرضى ذلك فليذهبوا الى ( الفيترجي ) او ( الركاع ) لعلاجهم !!

تقول احدى الدراسات الطبية الحديثة ان 25% من الاطباء الجدد يعانون من الاكتئاب ويرتكبون اخطاءا تعرض المرضى للخطر ..اذا كانت هذه الدراسة تبرر للاطباء اخطاءهم الطبية فلاشيء يمكن أن يبرر لأم فقدت طفلتها او عائلة فقدت ابنها الشاب وفاتهم بسبب كآبة طبيب او غفلته او قلة خبرته ...واذا كان السياسيون استرخصوا حياة العراقيين الى درجة اغتيالهم الف مرة يوميا بحروبهم وقراراتهم الجائرة وفسادهم فعلى الاطباء الذين يمتهنون مهنة انسانية وسبق لهم تادية القسم على اتقانها ان يعملوا باخلاص لانقاذ البشر من آلامهم فلايعوزنا سبب جديد للقلق على حياتنا وحياة احبتنا ..في زمن استرخاص ارواح البشر !