صحوة ضمير |
حين تتصفح مواقع البحث الالكتروني وغيرها من المواقع المرتبطة بالانترنت تجد الدعاية للانتخابات الامريكية قد بدأت وبدأ التنافس في استطلاعات الرأي بشان اختيار الميول العام ليس على مستوى الشعب الامريكي فحسب وانما على مستوى العالم في خطوات علمية عملية مدروسة من قبل متخصصين في قياس الرأي العام حيث يبدو التنافس بين الثلاثي المتمثل بهيلاري كلينتون وبوش (الفريخ) وباراك حسين اوباما ، وواحدة من تلك المقاييس في التنافس حجم التبرعات التي يحصل عليها المرشحون المتنافسون من الحزبين المسيطرين على السلطة الامريكية الجمهوريين والديمقراطيين وليس السنة والشيعة كما ذهب احد فلاسفة العصر الذي يتبع المدرسة (العضروطية) في التحليل المنهجي السياسي ودراسة تفاسير وترابط الاحتلالات والاستعمارات الاجنبية للوطن العربي وتقسيمه محاصصة بين الدول العظمى ، حيث يقول احد ساسة ما بعد 2003 وهو عضو بمجلس النواب العراقي ان اصل اوباما شيعي ولذلك لديه ميول للشيعة في العراق اكثر من السنة.ومثل هذه العقليات الرجعية الكثير ممن تسلموا السلطة بعد سقوط النظام البائد وعلى الرغم من تجارب الانتخابات التي مر بها الشعب العراقي سواء على مستوى مجلس النواب او على مستوى انتخابات مجالس المحافظات لم يتعض جمهور الناخبين في اختيار الاصلح والاكفأ والانزه وبالرغم من تكرار فشل المنتخبين في ادارة الدولة بشكل صحيح الا ان التخلف ظل سيد الموقف في نتنائج كل انتخابات ، فما ان تاتي الانتخابات حتى تشتغل الكتل السياسية الطائفية وتبدأ التخندقات العشائرية والعزائم والولائم واختراع القصص وفبركة الحكايات الذرائعية تحت شعار حماية المذهب والطائفة بينما حقيقة الامر على ارض الواقع وبقياسات وحسابات بسيطة تعطي نتائج واضحة على مدى حجم كذب الطبقة السياسية الحاكمة بصرف النظر عن انتمائها وتمترسها في هذا الخندق او ذاك اذ ما يزال ابن البصرة محروما من الماء العذب في محافظة مدرار للخيرات النفطية والزراعية والصناعية وحال ابن الجنوب يؤسف لها مع اقترابنا من انهاء الربع الاول من 2016 وكذلك حال محافظات الجنوب والوسط ثم بغداد وصولا الى الانبار وصلاح الدين وديالى وتوابعها من المدن والقرى التي هي ليس بافضل حال من المحافظات السابق ذكرها اي بمختصر مفيد ان الساسة خدموا انفسهم وعوائلهم والمقربون وما يضمن لهم البقاء في السلطة على حساب جميع القيم والمبادىء والاخلاقيات الارضية والسماوية التي يدعوها زورا وبهتانا على الله وعياله في الارض فلم تنفع جميع العمائم والبدلات والازياء المتلونة والمختلفة في انضاج نموذج وتجربة حضارية ترتقي في البلد الى مصاف الدول المتقدمة فضل الناخب والمرشح يمثلون قاعدة الفشل واسباب بقاءه وظلت السيطرة على صناديق الاقتراع بيد السواد الاعظم الذي يعاني من تشوه الصورة والحقائق وماتزال الرجعية ونظرية المؤامرة تسيطر على اذهان البسطاء وبتغذية متواصلة من المنتفعين من السلطة التي يمتلك اغلب ساستها السيارات المصفحة وعشرات الحمايات لتأمين مسير صاحب العمامة الرمادية الذي تقطع اوصال الطرق ليمر جنابه فيما تنحشر مئات السيارات في ازدحامات مرورية شديدة لحين ان يولي موكب المسؤول.ومع كل ذلك واقرار بوجود تشاؤم عام الا ان ذلك لا يعني مطلقا ان نترك البلد بيد تلك الثلة والطغمة التي لم تفرق كثيرا عن من كان يتسلط قبل 2003 سوى بالتسميات والعناوين بل انها تجاوزت في الكثير من الامور ما لم يكن احد ان يجروء على الاقدام عليه اذ يجب ان تواصل النخب وقادة الرأي كلا من منطلقه ومكانه وما يستطع لتغيير عقلية الناخب وتوجيهه نحو الصواب وعلى اصحاب المنابر الدينية ان يراجعوا مواقفهم تجاه البلد وان ينصحوا الناس بشكل اكثر وضوح وصراحة لاختيار القرار الانسب والشخص الانسب في القيادة بمختلف مدياتها اذ لا يصح ترك الناهبين يسرحون ويمرحون حيث ان الاصلاح لاوقت محدد له وبالامكان الشروع به في اي لحظة وليس ننتظر الانتخابات التشريعية.واوجه رسالتي هذه من تحت الماء الى جميع من لم يحصلوا على صفقات ومناصب في الحكومة الحالية وبرلمانها ان ذلك شهادة بانكم قدمتم ما يرض ضميركم في وقت بيعت فيه الضمائر بابخس ثمن وعليكم ان تلملموا اوراقكم وتستجمعوا قواكم وان تحضروا الى مؤتمر وطني خاص بكم لتتحدوا وتتحالفوا من جميع الالوان والاطياف العراقية لتقودوا البلد في المرحلة المقبلة فهناك الكثير من النزهاء ممن ركنوا الى جنب او تحولوا الى مستشارين صوريين ليتمكنوا من تدبير امور معيشتهم الاعتيادية والمتواضعة ولان الحق ينتصر ولو بعد حين فلا بد ان يبقى الامل لحين ان تنجلي هذه الطغمة الفاسدة عن هذه الامة المخدرة التي لابد من صحوة ضمير عامة لايقاضها من سباتها ولتنتفض ضد الظلم والقهر والحرمان. |