لطلاق والتفكك الإجتماعي |
ا تهتم دول العالم المتحضرة على تماسكها الاجتماعي وخصوصا فيما يتعلق بالمحافظة على طبيعة حياة الاسرة وتنميتها .. اذا ما علمنا ان اسس هذا النجاح تتحقق بحسن اختيار الازواج لبعضهم البعض.
الذي دعاني اليوم للكتابة عن هذا الموضوع ..هو حالات الطلاق المفزعة التي حدثت في محافظة واسط(الكوت) في العام 2015
فقد بلغت نسبة الزواج في العام انف الذكر 4940 حالة زواج ..وبلغت نسبة الطلاق بنفس العام (2226) حالة طلاق وهذا يعني ان 40%
من نسبة حالات الزواج قد تم طلاقهم. وهذه النسبة لو جمعت مع حالات الطلاق التي تحدث في المجتمع العراقي بشكل عام اي مع مايحدث من طلاق في المحافظات الاخرى ..فانها ستشكل ارقام مفزعة تهدد سلامة المجتمع العراقي وتماسكه ..؟؟!! ولا اعلم ماهو دور الجهات الحكومية المختصة في معالجة هذه الظاهرة الخطيرة
و لماذا تصادق المحكمة فورا على طلب الطلاق المصادق عليه خارج المحكمة من قبل المشرف الديني او ((رجل الدين )) فمجرد ان يذهب الزوجان المتخاصمان بصحبة شهود الى البعض من رجال الدين لطلب الطلاق وبعد دفع ((المقسوم )) اليه يقوم بالمصادقة على هذا الطلاق وللاسف الشديد تقوم المحكمة باعتماد هذا الطلاق ..دون اي اعتبار لدور المحكمة والباحثة الاجتماعية ..في محاولة التدخل واقناع الطرفين في العدول عن قرارهما ورغبتهما في الزواج …وقد شهدت محاكم بغداد دور كبير للباحثة الاجتماعية والقضاة باقناع الزوجين المتخاصمين بالعدول عن رغبتهما في الانفصال …؟؟؟الا يستدعي هذا الامر الوقوف عنده ..واصدار تعليمات بالغاء دور المشرف الديني ..او رجل الدين في عملية الطلاق… وخصوصا في المحافظات الجنوبية .. وهو الذي لا بهمه سلامة المجتمع بقدر ما يهمه الحصول على مايدفعه المتخصمان من مبالغ .؟؟!!
لقد كان العراق في فترة الستينات والسبيعينات وحتى الثمانينات من القرن اماضي يشكل اقل نسبة طلاق مقارنة بالدول العربية ..ومع تعرض العراق الى الحصار عام 1990 ولغاية 2003 ازدادت هذه النسبه للاسباب التي سأأتي اليها….بينما ارتفعت حالات الطلاق في المملكه العربيه السعوديه بنسبة ثلاثة اضعاف حالة طلاق قياسا الى نسبتها من الزواج …والمملكه تشكل اعلى نسبة طلاق في الوطن العربي …وتجري هنالك محاولات واعداد دراسات للحد من هذه الظاهرة …
على العكس من ذلك فقد عملت ماليزيا في زمن مهاتير محمد الذي عمل رئيس وزراء لماليزيا لمدة (22 ) عاما على اعداد قواعد واسس علمية وأنشأ معاهد لاعداد دورات علميه وثقافيه عن كل شؤون الزواج ومنح حوافز تشجيعيه وسكن لكل من يرغب الزواج …حتى اصبحت ماليزيا اليوم من اوائل دول شرق اسيا بل في العالم في تراجع حالات الطلاق وبنسبة ((1%)) فقط !!!!
اما في العراق الجديد وببركة الديمقراطيه فقد ازدادت حالات الطلاق بشكل غير معقول وغير مقبول …وتشاهد خلال مراجعتك للمحاكم كثرة هذه الحالات …يقابلها قلة في نسبة الزواج …لتضيف هذه الازمه
كارثه اجتماعيه جديده ..وهي جزء من الخراب الذي حل بالعراق على
يد طلاب علي بابا ؟؟!!
فلا بحوث ولا دراسات ولا اهتمام لما يتعرض له المجتمع من تداعيات هذه الكارثه وما يترتب عليها من مخاطر ..
وأين نحن من حديث سيد الخلق (محمد صلى الله عليه وسلم )القائل ((أن أبغض الحلال عند الله الطلاق))
ثم لماذا لانأخذ الدروس والعبر من النهج الماليزي لنطبقه في العراق
لحماية مجتمعنا الذي دنسته الافلام الاباحيه والفقر والتخلف .؟؟؟
اعود للاسباب الرئيسيه التي تؤدي الى انفصال الزوجين
+عدم وجود دراسه علميه واجتماعيه لحالة الطرفين عند التقدم للزواج.
+التخلف الاجتماعي والثقافي لذوي الزوجين ..وتدخلهما في حياة الطرفين.
+انتشار الافلام الاباحيه التي تثير الغرائز الجنسيه التي تدفع الشاب والشابه الى الرغبه بالزواج دون مراعاة ماتترتب عليه الحياة الزوجيه ومتطلباتها ودون التمعن بدقه بشخصية الزوج والزوجه …
+الفقر وعدم قدرة الرجل على توفير متطلبات الحياة الزوجيه .
+وجود حالات مرضيه نفسيه لاحد الزوجين تم اخفائها وعدم التطرق اليها عند التقدم للزواج ..مماتؤدي الى حدوث مشاكل كبيره تؤدي الى الطلاق.
+التباين العلمي والثقافي في المستوى بين الزوجين .
+ قيام ذوو الفتى والفتاة على اجبار الطرفين أو احد الاطراف على زواجه من الطرف الاخر دون رغبه منهما او رغبة احدهما.
+عدم اهتمام الزوج بزوجته في تحقيق كل احتياجاتها وخصوصا الزوجيه .
عدم تدخل الدوله بمساعدة الزوجين في توفير السكن ومنح الحوافز الماليه .
+العنف الذي يستخدمه الزوج تجاه زوجته باستعمال الضرب المبرح ومعاملتها بقساوه شديده .
+ضعف الدور الاعلامي المكثف من قبل الدوله في نشر الوعي الثقافي لبناء حياة زوجيه ومجتمعيه تصب في مصلحة الشعب والوطن.
+عدم الاخذ بنظر الاعتبار خلق ودين المتقدم للزواج وما لها من تاثير
على سعادة الزوجين.هذه اهم الاسباب التي تؤدي لحدوث الانفصال بين الزوجين ..وعلى جميع الاسر ..وابنائهم القراءة والتطلع ودراسة السبل والكيفيه التي تدخل الزوجين في عش السعادة الزوجية لنعيد تماسكنا الاسري ولابد من الاشارة الى ضرورة قيام الزوجين وخصوصا الشباب في تحدي كل الظروف القاسية ..بتعاونهما وصبرهما لانهما عنوان وحدة المجتمع وتفككه …. تمنياتي لكل الازواج بتحقيق كل الاماني والسعـــادة في حياتهم الاسرية والعملية . |