فن التقفيص |
كلمة التقفيص تقابلها النصب والاحتيال في اللغة .. وهذه الصفة تكاد تكون موجودة في كل بقاع الارض مع تفاوتها وانتشارها بين الشعوب، وما يحزن النفس اننا نجدها تنتشر بين صفوف المسلمين اكثر من بقية الامم والاديان ، العراق كبقية الشعوب (العربية الاسلامية) لايخلو من هذه الظاهرة الفاسدة ، مسمى التقفيص والذي يعني توريط شخص ما في مسألة ما والنصب عليه من اجل استحصال المراد منه . واغلب المقفصجية يحسنون هذا الفن، ويمتلكون ادواته، وهم غالبا من الاذكياء والدهاة ، بحيث لايستطيع احد الافلات من شراكهم لو نصبت له .
العراق يتميز بهكذا نوع من المقفصجية وهو متقدم عن بقية من يحملون تلك الصفة في دول اخرى . واما كيف ؟ فالاجابة سهلة وبسيطة ، حيث اغلب الطبقة السياسية الحاكمة فيه هم ممن يحسنون هذا الفن وبعنوان (السياسة)! فابدلوا الممكن الحدوث وفق المتعارف عليه في قواميس السياسة واصولها وفروعها الى افعال تمتاز بالدهاء والخداع والتظليل وباتباع اساليب يعجز حتى الشيطان من التنبه لها وليس العمل بها . وقد نجحوا بهذا الفن نجاحا باهرا . حيث لم يبقوا من خير العراق باقية ، فسرقوا المليارات ونهبوا العقارات واملاك الدولة . واطاحوا بالوزارات وخربوها وجردوها من مهامها لخدمة المواطن فحولوها الى شركات ربحية تدر لصالح احزابهم التي رشحتهم لنيل المنصب . وانتشرت بفنهم هذا الرشا والاتوات وكل تلك الافعال قفصت باسم الدين حيث غالبية الاحزاب السياسية التي تتشارك او تتحاصص بالمعنى الصحيح ، هم من الاحزاب الدينية ، وبعد ان ابدلوا الطيب والنقي من طباع المجتمع العراقي واخلاقياته ، الى خبث من الشوائب طغى على الروابط المجتمعية التي تعايش تحت مظلتها الشعب العراقي ولمئات السنين ، فزرعوا الكراهية والبغضاء فيما بين افراده، وبالمكر والحيلة والخداع وبمصداق الـ (تقفيصة). حيث انهم قفصوا على غالبية الشعب العراقي بمجمل الفعل والقول وبكل ما تـــــــعنيه هذه الكلمة.
فبات العراقيــــــــون يرزحون تحت حكم مايسمون بالـ (القفاصة) السياسيون |