مئة وواحد وعشرون سنة تفصلنا عن اول عرض سينمائي تم في فرنسا على يدي الاخوة لوميير عام 1895 ,وبعدها اخذت الولادات السينمائية تترى وتنضج وتتبلور حتى اخذت دور البطولة الفاعلة في بناء نسق ثقافات وعقول الشعوب وعبر بوابات عديدها لا يستهان به , منها تصوير ثقافات تلك الشعوب ومواطن الانتقاد والسخرية مع اجادة تحريك الافكار وصولا الى قدرتها في ارخنة العديد من تأوهات ونتاجات الامم , وقيل فيها ما قيل (اي السينما) البعض عدها اسلوب عيش منفرد وعبر خوض اكثر من حياة ,فثم تجربة حياتية نخوضها عند مشاهدة كل فيلم ,والبعض يجد فيها السحر والنحت على جدران الزمن وآخر يرى فيها وجها ثان للواقع , فكيف تساهم السينما في اثراء الذات الانسانية وزيادة دفق الاحاسيس ما يجعلها تسهم اسهاما فاعلا في الوصول الى مصاديق دولة الانسان , الهروب الى السينما هل هو هروب الى الاخر , الى المختلف ؟ واين تكمن رحمة السينما هل في نقلنا من واقعنا الى اخر مختلف ؟ ومتى تكون السينما جزءا من الذاكرة ومحطة لولادة لحظات البهجة ؟ الاخراج السينمائي تماما كمحاولة كتابة رواية من الف صفحة اثناء قيادة سيارة دفع رباعي على جبل , فهل هي فعلا مخاض صعب؟ وهل تساهم السينما باعادة تشكيل الواقع ام انها تخلق واقعا جديدا  , ثم ما مقياس الفلم الجيد (وهنا استحضر ما يقوله المخرج العالمي  الفريد هتشكوك ــ الفلم الجيد ان حذفت شريط الصوت بالكامل منه يظل المشاهد مستمتع به) ؟ ومالذي نحتاجه لصنع فلم جيد ؟ وهل نجحت السينما في ايلاد لحظة الادهاش والقلق الايجابي عبر الدمج بين الفلسفة والجمال ؟ وهل   نحن بحاجة الى الافلام التي تقدم اجابات ام تلك التي تطرح اسئلة ؟ هل نجحت السينما العربية في انتاج افلاما احدثت عراكا فكريا عن اهداف المخرج ونواياه ؟ السيناريو والذي يعد بمثابة فيلم تراه بمفردك , والفيلم حلم يراه الجميع فهل تم تسخير عناصره لخدمة قصص الواقع , قضايا الهم المشترك ؟ ثم من يعيش مخاضات الولادات الاخراجية ذات الرؤية الفنتازية العالية هل ذلك الذي يفكر بعقلية بنت في الحادية عشرة ؟ عربيا ,هل نجحت السينما العربية في انتاج افلاما تحضر في الذاكرة العالمية ؟عراقيا , اين نحن في خط حياة السينما (120 فيلم خلال 65 عاما) ؟ مالذي حققته السينما العراقية لحد الان ؟ هل نجحنا في ايصال الفلم العراقي عربيا ؟تدريس السينما في العراق , ما واقعه وهمومه؟ هل اهتممنا بعراقية افلامنا ؟معاهد السينما الحالية , ماذا تعلمنا ؟ هل تعلمنا كيف نصنع افلاما ام تعلمنا التركيز وتزيد من احساسنا بماهية السينما ؟هل لدينا صناع سينما بمفهومية الصناعة السينمائية الحديثة ؟البعض يقول ان المشكلة الحقيقية في السينما العراقية تكمن في انعدام المنهج وخطة العمل , فهل هذه دقة في التشخيص ؟ ان فقداننا للسينما يعني فقداننا لماذا ؟ استخدام السينما ايديولوجيا هل يقتلها ؟