الزمن الرديء : يكرم المجرم ويعاقب الشريف |
لقد تبدلت وتغيرت الاحوال والمفاهيم والمضامين , واختفت قيم المحبة والاخاء والتعايش ومساندة المحتاج والضعيف , والسلم بين صفوف الشعب , والروح الوثابة ضد الظلم والطغيان , التي تركت بصماتها في كل زاوية من الوطن , وتعودت وتربت عليها الاجيال , عبر مختلف العصور والدهور , لقد فتح العراق الجديد والغريب , الابواب والنوفذ مشرعة , للفساد المالي والسياسي والاداري , وللسحت الحرام والاحتيال والخديعة والابتزاز . وامتهن فنون السرقة والاختلاس والنهب المبرمج لثروات البلاد , دون وخز او تأنيب للضمير , وصار العراق مرتع وحقل تجارب , تعبث به فرسان السياسة , بالامس كانوا نكرة وحثالة المجتمع , من حفنة وجوقة من المنافقين والنصابين والمتملقين , الذين يغييرون جلودهم الف مرة حسب المناخ السياسي , حفنة من السراق والمزورين والثعابين السامة , قادة اليوم بحوزتهم الكتل النيابية الكبيرة وهم صم وبكم وعمي لايفهمون ولا يبصرون , سوى المقايضات السياسية المريبة , والمتاجرة بالدم العراقي بابخس الاثمان , , فقد تمزق وضاع الحلم العراقي وامال الشعب , ببناء دولة القانون والحرية والديموقراطية , التي تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق وتكافؤ الفرص بين ابناء الوطن الواحد . وطن مشطور الى قسمين . قسم يعيش في دنيا الخير والبركة والسعادة والرفاه وتخمة العيش , في منطقة الخضراء , والقسم الاعظم من الشعب يتكوى بنار حارقة , من المعاناة والاهمال والحرمان , والاحتيال والخديعة والاستخفاف والاستهزاء بمشاعره واحاسيسه وطموحاته وتطلعاته , من الكتل النيابية التي تحول جهادها المقدس , واقتصر على الصراع والتنافس والعراك وتخاصم على الكعكة والغنائم , وتحولت الى اشبه بالعصابات المافية الاجرامية , وقدمت أسوأ نموذج للحكم والمسؤولية , فصار الذي يحصد انفاس الناس بالزي الزيتوني في زمن الحقبة الدكتاتورية , فقد اعتمر العمامة وطمغ جبهته بالبقعة السوداء , ولبس المحابس , والبسملة بالسبحة بسور الشيطانية , والضحك على اولاد الخايبة والمغفلين وبسطاء الناس , ليجددوا له البيعة تلو البيعة , على حساب توابيت الاحزان والفقر والمظلومية , وضياع موازين القيم النبيلة , انه عصر الفساد بكل اصنافه , وغابت من قاموسهم اليومي , معاني النزاهة والمسؤولية والحرص على مصالح الشعب والوطن , والاخلاص ونظافة اليد والقلب والهواجس الانسانية . وحلت مكانها الطائفية واخلاق السحت الحرام . وصار المواطن يعيش تحت مظلة حكومة , لم توفر له ابسط مقومات العيش الكريم والكرامة الشريفة , مواطن محروم من الدعم والاسناد والرعاية الاجتماعية والصحية , حكومة باحزابها وقوائمها وكتلها النيابية , تؤمن باللغف والشفط والسحت الحرام , وتخريب الوطن بالطائفية , حكومة لاتوفر ابسط مقومات الامن والحماية , من العصابات المجرمة والارهابية , وتناست مسؤوليتها الوطنية والمهنية والاخلاقية , , شعب يغوص في ارذال الزمن التعيس والمشؤوم .. رئيس الوزراء يهدد ويعربد , بانه سيقلب الدنيا ويعجل بقيام بمجيء يوم القيامة , من اجل الحفاظ على الكرسي وتجديد ولايته للمرة الثالثة , , مسؤول الاول في الدولة العراقية , يملك ملفات ووثائق في الاجرام والارهاب والقتل والفساد بكل اصنافه , ومستندات لحرق وتدمبر الوطن , ولا يحرك ضميره ووجدانه ومسؤوليته تجاه الله الشعب, من اجل انقاذ الوطن , شعب يتجرع كأس المر والعلقم , في زمن يكرم فيه المجرم ويكافئ على جريمته , ويعاقب الشريف , الذي تحمل المحن والمصاعب والاهوال , ولم يركع الى ارادة الجلاد . رئيس وزراء يدعم برعايته القانونية السراق واللصوص لبيع الوطن في المزاد العلني الرخيص وعلى المكشوف , والشعب يمضغ مورفين الطائفية . الشيعي ينتخب الشيعي حتى لو كان فاسد وحرامي ونكرة ومن بائعي الضمير في سوق النخاسة . والسني ينتخب السني حتى لو كان عريق في الاجرام والارهاب والفساد وهتك الاعراض والقيم ,شعب تناطحه وتطرحه جريحا وعلى فراش المرض , , معاناة الظلم والحرمان والظلم والاجحاف والغبن والنسيان , مغلفة بالخداع والتزوير والزيف المكشوف , عراق لامكان ولامقام ولا جاه ولا ونفوذ , إلا للفاسدين اصحاب السحت الحرام. |