إصلاحات الأحزاب وهواجسها

 

باديء ذي بدأ لابد ان نقول وان كان هنالك من يزعل ويخاصمنا لابد ان تكون الاصلاحات يومية وعلى مدار الايام لان هنالك قوانين مرعية ودستورا متفقا عليه بل ان الشعب هو الذي منح القوة والارادة للدستور فهو كتاب وحروف ولكن الشعب صوت عليه فأضحى قيمة عليا لابد العمل بموجبه وبنوده ومواده وتفاصيله التشريعية التي هي مهمة القانون لاصدار تعريفات وخطوات ومواد لتنفيذ فقراته ولابد والحالة هذه ان يلتزم الجميع بالقانون دون السماح للالتفاف عليه او الانتقائية في تطبيقه او شمول البعض وجواز مرور للبعض للتغاضي عن تنفيذه لان الحالة هذه تنتج كما يقول المثل الكردي (بانه كه ودوو هه وايه) بمعنى سطح واحد لكن بنسمتي هواء وهل يصح ذلك ؟ الكل يجزم ذلك اذن على الكل ان يكون بحجم المسؤولية الاخلاقية والاعتبارية لتنفيذ القانون والتعليمات وعند ذلك نكون بخير وأمان فلا فاسد ولا مفسد ولافساد في اركان الدولة وهنالك حقيقة ان لفساد يبدأ ن رأس الهرم لانه يستغل سلطته وسطوته لتحقيق ماربه الشخصية وعندها تكون ثقافة نوعية عند الادنى بل ان الاعلى المتورط لايمكن له محاسبة الاخرين وعلى هذا المنوال والحبل على الجرار يتفشى الفساد وينخر عباب جيوب الفقراء .

ان الاحزاب الممثلة بالحكومة لو حاولت وباخلاص ولو لمرة واحدة محاسبة الفاسدين من اركانها لانعكست الاية ولبات الوطن بخير وجلال وهناء وسنا .

لنتجاوز الشعارات التي ما فكت رجل دجاجة ولنعود الى الله وبخاصة الاحزاب الدينية المتدينة نطالبهم ان يعودوا الى الله لانهم انحرفوا عن الطريق المستقيم وسنة النبي الكريم واله وصحبه الابرار لانهم سخروا الدين وحولوها الى شعارات لتنفيذ ماربهم السياسية والمتمثلة بالسرقة والفساد والانحطاط الاخلاقي والقيمي والاعتباري ناسين أو متناسين ان اهل العراق اهل حضارة وتاريخ واهل الطوب احسن لو مكواري سينهالون بمكوارهم على الرؤوس العفنة للفاسدين الذين يسمًون انفسهم سياسيين بل هم اراذل في الارض ابتلى بهم العراق كما ابتلينا بنتائج فسادهم التي انجبت لنا داعش الجريمة والارهاب فالعراقي اليوم يقاتل في ساحتين مباركتين يقاتل ضد داعش الارهاب وداعش الفساد وهذا الاخير اكثر ايلاما لانهم يدعون الدين والوطنية والاثنان منهما براء .فالاحزاب تقدم اصلاحات وتعيش معها هواجس تلك الاصلاحات لانها سترد اليهم والى اعضائهم ورجالاتهم وهذه المشاهد امامنا استخبرناها من الحكومات التي تشكلت من خلال المحاصصة الحزبية المقيتة.

لقد طفح الكيل ولم يبق لنا من منزع فاخوتي العراقيون حي على الجهاد ضد الفاسدين ولنعمل على تدويل قضية الفساد باعتبارها جريمة ضد الانسانية لان الفاسدين سرقوا اموال شعب بكامله ودعونا عن التظاهرات الاسبوعية التي لم تأت بنتيجة مرضية بل اضحت مسلسلا لاهي تراجيدية ولا كوميدية عارية عن التوجهات الحقيقية فحي على الجهاد ضد الفساد وان كانت الجزائر بلد المليون شهيد فنحن وفي ظل حكومة الاحتلال دفعنا بالملايين من الشهداء وملايين من المشردين وملايين من النازحين وملايين من الذين تركوا العراق والان يعيشون على الطرقات وعلى الحدود بين البلدان كي تعطف عليهم دولة (كافرة) لتأويهم ودول الاسلام لن تستقبل احدا منهم حي على الجهاد فلم يبق لنا الفاسدون منزعا وان اصلاحات الاحزاب والحكومة ابخرة حمام ما ان تفتح شباكا الا وتراها متلاشية .