اكلب الدنيا كلاب وماأنطيهه!! |
رسائل وانذارات ووعيد ترهيب وترغيب تضارب وازدواجية حتى تصل الى عدم الفهم والضبابية وخلط الاوراق ومحاولة تعويم وانهاء كل شيء بلا شيء من خلال الكلام والكلام فقط وبعدها بقاء الوضع على ماهو عليه .....يبدوا ان من اغرب الاحاديث واللقاءات الصحفية التي يقوم بها رئيس الوزراء نوري المالكي هي تلك التي يكون فيها على شاشة (قناة العراقية)فبعد ان ظهر في يوم من الايام واسس لمنهج (بعد ماانطيهه )هاهو اليوم يعيد الخطاب ولكن بطريقة اخرى وهو منهج (اكلب الدنيا )في أي مكان نحن وفي أي ديمقراطية وفي أي عملية سياسية ....هذا هو الانطباع الاول الذي سيصل الى المواطن والى المتتبع للاوضاع العراقية ولا فرق في ان يكون ذلك المتتبع في الداخل او في الخارج مع الفارق من شدة وقع تلك الكلمات والعبارات والطريقة التي يستقبل فيها الحالة ....اما التبرير او التحليل فهو جاهز فان رئيس الوزراء حريص على العملية السياسية وهو احرص من غيره على البلاد (هذا ماقاله المالكي مباشرة بعد ان اوصل الرسالة عن عدم حضوره للبرلمان )ان المراهنة على الوطنية والتشكيك والتخوين ورمي الاخرين بالتهم مع عدم الاثبات والاستكثار على البرلمان ان يقول ولو كلمة او يوجه ولو استفسار او استفهام او حتى طلب توضيح مع هذا السيل من الدماء والخوض في بحر التهديد وقلة الامن والخروقات الامنية لايمكن ان يستمر ولا يؤسس لدولة ولا حتى لادارة قرية .....نعم كلما اشتدت المحن يظهر التخويف والتهديد والتلويح بان الملفات ستظهر وهذا احد امرين اما ان الذي ينطبق على المتهمين ينطبق على القائل (لتستر القائل بغض النظر عن السبب )فهذه ارواح وحياة ابرياء تزهق كل يوم... والامر الثاني هو التقصير وعدم الدراية او الشجاعة (ولاينفع القول بالحرص على العملية السياسية )خاصة اذا ماعرفنا ان القائد العام للقوات المسلحة في يده وتحت تصرفه كثير من مفاصل الدولة بل ان الامور الامنية تخرج بعلمه وباراداته اما الحديث عن ان هنالك سياسيين هم من يقومون بهذه العمليات وان عليهم ان يكفوا عن هذه الاعمال (بالتعميم وعدم الوضوح بحيث يبقى الكل تحت طاولة الاتهام الا القائل )فهذا امر غير مرغوب ولامعقول ولا منطقي فلا يعقل ان يكون الجميع الا انا ....ان البقاء في اجواء الازمة والتازيم والاتهامات هو ما يراد من هذا الحديث (على الاقل اذا احسنا الظن ام عند سوء الظن فالاحتمالات مفتوحة ...)ولا يهم عند ذلك ان قتل مواطن او سلب حق مادامت الامور تسير في نفس الاتجاه بلا تغيير ولا تبديل واذا كان لابد من أي تحول فيجب ان يكون القائل (المالكي على راس السلطة )أي البقاء قائد عام للقوات المسلحة (الامر ينطبق على كل من يفكر بنفس الطريقة )....البحث عن الملفات وتصفية الحسابات والتلويح بنشر الغسيل في كل مرة يظهر فيها رئيس الوزراء (الامر ينطبق على كل من يسير بنفس الطريقة )مع كل هذه المصائب ومع كل هذه المحن ومع كل هذه التداخلات والخروقات والتحديات يخبرك بان عدم الحرص وان تحقيق الهدف الشخصي والطموح الذاتي ومشروع الانا بكل جزئياته والواقع طوال الفترة الماضية دليل على سيادة وطغيان( منهج الانا بافضع وابشع صوره )...فلا ينفع ولا يصلح ان يجعل الانسان من نفسه قيما وابا للجميع وان لايقبل بان يجادل او حتى مجرد التفكير في مراجعة خطواته ولا يعقل ان يكون الانسان دائما في جهة الصح والصواب وان الجميع في جهة الخطأ والغير صحيح والاخفاق .....دائما ينسى الانسان هذه الكلمات (...عرفت شيئا وغابت عنك اشياء )ويحاول ان يقفز على الواقع من خلال تاسيس واقع افتراضي او غير واقعي او ضبابي (يكذب الكذبة ويصدقها )فيعيش هو الدور ويتقمص الشخصية ويركب الموجة وهنا يكون للحاشية والجماعة والحلقة الضيقة التي تحيط به او المستشارين دور كبير في انتاج ذلك العالم او رسم تلك الصورة فتشكل غشاوة و حاجب يبدا رقيق وخفيف يوهمك بانه شفاف وشيئا فشيئا يزداد سماكة وقوة وصلادة بحيث يتسع ويكبر الى ان يعزلك عن العالم وعن الاخرين فتتكلم بكلام غير واقعي وتتحدث باراء وتنظر لحلول ولقضايا تظن بانها الصحيح وانها الحلول المنطقية للمشاكل في حين هي من اسباب زيادة المشكلة بل هي بمثابة صب الزيت على النار او زيادة الطين بلة من باب (اجه يكحلهه عماها ) كما ان للناس بالسكوت والتصديق والخنوع واللامبالاة واللا مسؤولية دور كبير حتى انه ينبطق عليها كلام (مجتمع من الخراف يخلق في داخله مجتمع من الذئاب ) مع عدم وجود تلك الذئاب لكن الخوف والاسطورة والجهل والتسطيح واخذ الامور ببساطة والتعامل مع القشريات والمظاهر هو السبب في هذا الواقع الذي يعيشه العراق والا كيف نفسر العزوف عن الانتخابات او انتخاب نفس الوجوه التي يشتكي منها المواطن ليل نهار ولم تبق اذاعة ولا قناة فضائية ولا أي منبر اعلامي او اجتماعي الا ووجدته طافحا بالشكوى والعويل والدعاء بالويل والثبور وهاهي المرجعيات الدينية تنصح وتبدي بالرأي السديد وتوجه وتحذر (نرجو ان يكون الامر بطاعة المرجعية والاخذ برايها والانصياع لامرها واتباع نصحها )....عذرا لست متحاملا ولا مقرضا ولا متصيدا في الماء العكر(الى كل من سيشتمني ومن يراني بعثيا او مسيسا او ....) لكن الكلام الذي يطرحه ويصر به لاينطلي على طفل خاصة عندما نراجع ونتابع ونربط الاول بالاخير ونسلسل في تجميع خيوط المشكلة ومن له ذاكرة قوية ونفس ومتابعة الامور من البداية سيصل الى نفس النتيجة او مقاربة لما جاء في الكلمات السابقة حتى وان اختلفت وجهات النظر فانا متاكد بانها لن تصل الى نسب بعيدة . |