آخر صيحات الديمقراطية |
الديمقراطية تعني حكومة الشعب أو سلطة الشعب أو حكم الشعب لنفسه فالشعب في النظام الديمقراطي يحكم نفسه بنفسه وهو مصدر السلطات في الدولة فهو الذي يختار الحكومة وشكل الحكم والنظام السائد في الدولة وتعرف الديمقراطية بأنها مجموعة من المبادئ والممارسات التي تحمي حرية الإنسان وهي التي تؤسس للحرية وهي شكل من أشكال الحكم يشارك فيه جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة أما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين وفي الأنظمة الديمقراطية تخضع الحكومات لحكم القانون و كل المواطنين يلقون الحماية بصورة متساوية في ظل القانون وان حقوقهم محمية بالقانون هذا باختصار معنى الديمقراطية فأين نحن من هذه الديمقراطية التي وعدنا بها ولم نرها فالأمريكان الذين أسقطوا النظام الدكتاتوري السابق ووعدوا الشعب العراقي بالحرية والديمقراطية سرعان ما تنصلوا عن وعودهم وبدلاٌ من الديمقراطية جاءوا لنا بالطائفية والمحاصصة المقيتة وسلموا البلاد لأحزاب طائفية بامتياز قتلت الروح الوطنية وفتت اللحمة الوطنية والتماسك الاجتماعي وأثارت الصراعات والنعرات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد والبلد الواحد وأسست لها إمبراطوريات مالية بعد أن سرقت أموال الشعب وثروات الوطن وأشاعت الخراب والدمار والقتل والاغتيالات والتهميش والإقصاء والفقر والجوع والأمراض وسوء الخدمات واستشراء الفساد المالي والإداري والمحسوبية في كل مؤسسات الدولة حتى أصبح العراق من أكثر دول العالم فساداٌ حسب تصنيف المنظمات الدولية والمعروف إن الديمقراطية تؤسس للحرية سواء كانت الحرية الشخصية أو العامة وتحميها وهي الضمانة لحقوق الشعوب وتقدم الأمم وهي المعيار الحقيقي للتقدم والتطور والبناء والأعمار والارتقاء بالشعوب الى الحياة الحرة الكريمة وما دامت السلطات بيد الشعب فالديمقراطية هي الضمانة الأكيدة للمحافظة على القانون والنظام وعلى هيبة الدولة وحماية أموال الشعب وثروات الوطن وعلى صيانة سيادة الوطن ومحاسبة كل من يحاول التصرف ولو بجزء من أموال الشعب وثروات الوطن خارج القانون مهما كانت صفته ومسؤوليته فأين المتشدقون بالديمقراطية في العراق من كل هذا ؟ فلم نسمع عن الديمقراطية أنها تبيح الفساد و سرقة أموال الشعب وثروات الوطن والتنازل عن سيادة الوطن بل وبيع تراب الوطن بثمن بخس ولم نسمع عن الديمقراطية أنها تؤسس لإمبراطوريات اقتصادية ومالية بالاستيلاء وسرقة أموال الشعب وثروات الوطن من قبل أحزاب وكتل سياسية متنفذة ولم نسمع إن الديمقراطية هي تجويع الشعب وإفقاره وإذلاله و تهجيره وتشريده ولم نسمع إن الديمقراطية هي محاربة كل ما يمت الى الوطن والوطنية بصلة وقتل الروح الوطنية وإعلاء صوت الحزب والطائفة ولم نسمع إن الديمقراطية هي تدمير المرتكزات الأساسية للسيادة الوطنية كالاقتصاد والصناعة والزراعة والتعليم والقضاء والخدمات الصحية والخدمات العالمة ولم نسمع إن الديمقراطية هي إشاعة الفساد والتستر على الفاسدين وسراق المال العام وعدم محاسبتهم بل وحمايتهم ولم نسمع إن الديمقراطية هي إبعاد الكفاءات العلمية والمهنية والتكنوقراط وإناطة أمور البلاد والعباد بالجهلة والمزورين والفاشلين والفاسدين من عناصر الأحزاب الطائفية وتأسيس مراكز قوى من ميليشيات مسلحة تحتمي خلفها الأحزاب الطائفية لن نسمع عن هكذا ديمقراطية لا قديماٌ ولا حديثاٌ إلا في ديمقراطية العراق الجديد عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي سمعنا عن الديمقراطية الليبرالية والديمقراطية الشعبية والديمقراطية المباشرة والديمقراطية التمثيلية لكننا لن نسمع عن ديمقراطية تقودها أحزاب طائفية تدعو لتقسيم الوطن بدلاٌ من توحيده وتعمل على انتهاك حقوق المواطنين وسلب حرياتهم بدلاٌ من صيانتها والمحافظة عليها وتسرق أموال الدولة وثروات الوطن وتوظفها لخدمة مصالحها الحزبية والفئوية والطائفية بدلاٌ من توظيفها لخدمة الوطن والشعب وتذل الشعب وتمتهن كرامته وتجوعه وتستخف بمطالبه وتستهين بمقدراته وتقف بوجه تطلعاته إلا في ديمقراطية العراق الجديد عراق ما بعد الاحتلال إنها آخر صيحات الديمقراطية وآخر مبتكرات الاحتلال الأمريكي للعراق والأحزاب التي جاءت مع الاحتلال فهنيئاٌ لشعبنا بهذه الديمقراطية .
|