لؤلؤة الخليج سلاماً

 

رسالة حب اكتبها بسطور تعبق بالقداح والياسمين لتحملها اسراب العصافير الملونة من دروب بغداد ونواسها، ومن ضفاف دجلة وطيورها وشوارعها ونخيلها الى رمال (كاظمة) وصدى القوافي في ارجائها والى بوابات الكويت ورمالها في (الجهراء) و(الوفرة) و(بوبيان) والى احياء الكويت بالقادسية وحولي والاحمدي. كلمات شوق من بصرة السياب ودروبها وفراشاتها الملونة وخليلها الى كل حبة رمل روت قصص الأجداد والآباء في بيداء الكويت (وصفاتها) (ومرقابها) والى (سالميتها) ورائحة بحرها ولى مخيمات (برها) وصياديها، وسفنها التي تمخر عباب الخليج تبحث عن المحار واللؤلؤ في ذكريات الماضي المجيد.

حروف عشق من قلوب تحمل الذكريات وتقف اجلالا لكل من تحمل وكابد وعانى في سنوات القيظ والقحط ومد البحر وهو يحلم (بدانة) يزين بها جبين زوجته، سلام الى كل يد بنت وعمرت وصنعت تاريخ مجد جديد على ارض الكويت الشقيقة. خمس وخمسون سنة مضت ومازالت النوارس تحن للبحر ومازال (النواخذ) يرددون للاجيال تاريخا خطته الأيام والسنين، وهذه السطور مهداة الى اخوة يحتفلون بعيدهم الوطني وبناء دولة الكويت الحديثة التي خطت تجربة فريدة من نوعها فحولت صحارى ورمال الى جنات وارفة الظلال وبالعرق والجهد والحب بنى الاخوة في الكويت قصة حضارتهم وتاريخهم المجيد. (وفبراير) هذا الشهر العظيم الذي يحتفل به الكويتيون بعيدهم الوطني في شهر الخير والعطاء والبناء، وهو حلم الإباء والاجداد وهديتهم الى الاحفاد، وحري بنا ان نبارك للاخوة عيدهم بعد ان اندملت الجروح وانمحت الشروخ وعادت مياه الود الى مجاريها فما بين الشعبين أواصر وروابط ووشائج اقوى من كل النزوات والمغامرات وقد صفت القلوب وصافحت الايادي بعضها بكل اخوة وحب ونسب. مشاعر ود وحب للكويت ودواوينها وقهوتها ورائحة الهيل والبخور ولاصدقاء الامس الذين غابوا (ولضاحيتها ودسمتها) ولياليها المضيئة ومواويلها وسامريها واغاني البحر والحان (الهولو) وجلسات الديرة. مبارك عيدكم أيها الاخوة وأبناء العم، وكل عام والشعبين العراقي والكويتي بخير ومزيدا من العلاقات المتطورة التي تخدم الجميع وحماكم الله رحمانا من كل مكروه (وهلا فبراير).